مرّ قرابة ربع قرن على رحيله، إلى انه لايزال حياً في قلوبنا، مخلداً أغانيه وموسيقاه وألحانه في أذهاننا، حاضراً في جلسات طربنا، وأمسياتنا العائلية التي نستعيد فيها ذكريات ارتبطت بـ"موسيقار الأجيال"، الفنان محمد عبد الوهاب، الذي لم يكن شديد الدقة والحرص فقط في أعماله الفنية، وإنما في حياته الشخصية أيضاً. "النظافة" كانت مصدراً لهوّس موسيقار الأجيال، الذي وضعه في مواقف كثيرة صارت مساراً للحكي والتندر بين أقربائه وأصدقائه، وإليكم أبرزها: غسل الفاكهة يـ"برمنجنات البوتاسيوم" قالت ابنة الموسيقار محمد عبد الوهاب أن والدها كان يعاني من "وسواس نظافة"، لدرجة أنه كان يحرص على التأكد من نظافة الفاكهة قبل أكلها، عن طريق غسلها بــ"برمنجنات البوتاسيوم"، للتخلص من أي سموم بها. طرد الخدم بسبب "ذبابة"  كان الفنان محمد عبد الوهاب يكره الحشرات الطائرة، لدرجة أنه كان يطرد الخدم إذا ما دخلت ذبابة واحدة إلى المنزل، وفقاً لما قالته ابنته.  غسل الصابون قبل استعماله سرد الكاتب أنيس منصور عن الموسيقار محمد عبد الوهاب، إنه من شدة هوسه بالنظافة كان يغسل الصابون قبل استعماله، مشيراً إلى أنه كان يغسل يديه قبل الأكل وبعد الأكل وإذا كان في نيته أن يأكل وإذا كان في نيته ألا يأكل، بل أنه كان يضع منديلا على أنفه، حتى لا يشم رائحة كريهة يتوهم مصدرها من أي إنسان قريب منه. لغي موعد غذاء بسبب "الماء المقطوع" قيل لـ"عبد الوهاب" وهو في طريقه للغذاء في منزل الفنان يوسف وهبي أن "الماء مقطوع"، فانزعج وطلب من السائق أن يعود به إلى البيت، فداعبه الكاتب توفيق الحكيم قائلاً: "سوف تتعذب كثيرا يا عبد الوهاب، فجهنم ليس فيها ماء لغسيل اليدين.. والناس في الجنة ليسوا في حاجة إلى غسل أيديهم وأرجلهم". الخوف من السفر بالطائرة شكلّت رحلات الطيران مصدرًا للرعب في حياة "الموسيقار"، حيث كان يفضل السفر بالباخرة عليها، ولا يسافر من دونها، وأشارت ابنته إلى أن السفر جوًا من "رابع المستحيلات" لديه، حيث كان شديد الحرص على حياته. [vod_video id="IStKTtD7HX4SD9nWC1NzzQ" autoplay="1"]