المسحراتي تراث شارف على الانقراض
  • تاريخ النشر

المسحراتي تراث شارف على الانقراض

المسحراتي مهنة لها أصول تاريخية قديمة تضرب بجذورها في عمق التاريخ الإسلامي فمنذ عهد الرسول عليه الصلاة والسلام كان بلال بن رباح يوقظ المسلمين للسخور بينما كان المتسحرين يمسكون عن الطعام لسماعهم آذان بن مكتوم . وانتشرت مهنة المسحراتي في أرجاء العالم الإسلامي وامتهنت المرأة في عهد بن طولون مهنة المسحراتي وكان تتميز بصوتها الجميل العذب  و في الفترة التي حكمها المنتصر بالله تطوع عتبة بن  إسحاق وكان يطوف بنفسه لينادي في الناس في شوارع القاهرة . وارتبطت مهنة المسحراتي بالطبلة في مصر حيث كان المسحراتي يطوف الشوارع و بيده طبلة يدق عليها بخشبة أو قطعة من الجلد وكان ينادي على أهل الحي بأسمائهم وأسماء أبنائهم وينشد بأجمل الأناشيد و الأدعية الدينية و أحيانا كانت الأطفال تلحقه و تغني وتردد أغانيه وكان العيد هو وقت تلقيه مكافأته على عمله طوال الشهر الكريم حيث كانت تصاحبه زوجته ومعها سلة تجمع بها الهدايا وأصناف الكعك و البسكويت و الحلوى التي تهديها نساء الحي. أما في الشام كان المسحراتي يعزف على العيدان و الصفافير أثناء غناءه بعض الأناشيد ومرت مهنة المسحراتي بمراحل عديدة تطورت خلال المهنة لتصبح بشكلها المتعارف عليه وبعد التقدم الذي ساد المجتمع بكل جوانبه أصبحت مهنة المسحراتي شبه منقرضة بعد أن كانت من أهم ما يميز البلدان العربية في شهر رمضان.