عباءات الفتنة تنافس عباءات الاحتشام!
  • Posted on

عباءات الفتنة تنافس عباءات الاحتشام!

على الرغم من أن ارتداء المرأة العربية للعباءة كان يمثل إحدى أهم صور الاحتشام في الملبس، إلا أن أحدث موديلات وصيحات العباءات الجديدة استطاعت أن تُحدث تغييراً جذرياً في هذه النظرة، حيث جعلت من العباءة مصدراً للإثارة ولفت الانتباه، بما حوته من نقوش وزخرفة مبالغ فيها، فضلاً عن بعض الموديلات التي تبدي أكثر مما تخفي من معالم جسد المرأة، ومن أمثلة ذلك ما يسمى بعباءة الكتف والعباءة المخصرة، وعباءات السهرة "القصيرة".حول شغف النساء بالعباءات اللافتة والمثيرة، كشف استبيان للرأي وزع على 624 سيدة من الخليج ممن يضعن العباءة على الكتف، ونصفها على اللاتي يضعنها على الرأس أن 37 في المائة منهن يلبسنها في الأسواق فقط و63 في المائة منهن يلبسنها مسايرة للموضة، فيما يشعر 39 في المائة منهن بالخوف من الإثم بسبب لبسها والعجيب أن 18 في المائة منهن يلبسن عباءة الكتف وأولياء أمورهن غير راضين عنها والأغرب من ذلك أن 35 في المائة منهن يشجعهن أولياء أمورهن على ارتدائها. حتى قالت بعض النساء: "نلبس العباءة المتبرجة ونحن غير راضيات ولكنها رغبة الزوج". وفي هذا الإطار اعتبرت عفاف مصطفى مصممة أزياء مصرية، أن المنافسة الشرسة بين بيوت الأزياء حول جذب المرأة لما تصممه من موديلات العباءات قد جعلتها تنحرف عن الهدف الذي من أجله يتم ارتداؤها, وهو صون المرأة من نظرات الفتنة, حيث أصبحت العباءة في ذاتها بما تحويه من ألوان لافتة وتطريزات صاخبة مدعاة للفتنة ولفت الانتباه, مشيرة إلى أنه من المؤسف أن إقبال النساء على هذه العباءات يزداد بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة, حيث تعتبر بعضهن أن مثل هذه العباءات تلبي رغبتهن في الظهور بشكل جمالي وأنيق دون الالتفات إلى ما قد ينطوي عليه الأمر من سلبيات من الناحية الأخلاقية والشرعية, معتبرة أن الانتشار المكثف لهذه العباءات في المجتمعات العربية قد أعطى نوعاً من القناعة للبعض بأنه أمر مقبول لا غضاضة فيه، معتبرة أن ذلك جزءٌ من الثقافة الهادمة للتقاليد المجتمعية المحافظة والمحاربة لتعاليم الشرع والداعية للعفة والاحتشام. من جانبها، قالت الدكتورة عزة عبد الرحمن أستاذ التفسير بجامعة الأزهر إن الأصل في زي المرأة أن يواري مفاتنها ويحفظها ويصونها ولا يجعلها مصدراً للفتنة", معتبرة أن ما تشهده المجتمعات العربية من انتشار ارتداء النساء المحجبات للعباءات اللافتة أو التي تشف وتصف جسدها هو أمر مخالف للشرع وبما وضعه من شروط للزي الشرعي ومن أهمها أن يكون فضفاضاً ولا يصف ولا يشف وغير لافت، مؤكدة أن هوى النفس هو السبب الحقيقي وراء شغف النساء بارتداء هذه الملابس المخالفة للشرع, ولا بد أن تنتبه النساء لهذه الحقيقة وتقاومها، وأن أعظم الجهاد جهاد النفس، كما دعت مصممي هذه العباءات أن يجعلوا من تصميمهم طاعة لله وليس مدعاة لغضبه.