يختلف نساء اليوم عن نساء الأمس بقوة شخصيتهن واطلاعهن وجرأتهن، بفعل أمور لم نكن نراها في السابق مثل التدخين، فالمدخنة تعتبر متمردة ولا تصلح أن تكون زوجة وأماً، فهل لا يزال الشاب العربي اليوم ينظر للمدخنة نفس النظرة، أم أصبح هو الآخر متقبلاً لفكرة المرأة المدخنة، خاصة بعد عصر الانفتاح والعولمة الذي نشهده حاليًا؟.تشير الأرقام الجديدة إلى أن ثلاثة رجال من بين كل عشرة، أي ما يعادل 31%، يدخنون يومياً، وكذلك توجد امرأة واحدة مدخنة من بين 20 امرأة، أي ما يعادل 6% من النساء، وذلك مقارنة بعام 1980، حيث كان هناك أربعة رجال يدخنون يومياً من بين عشرة رجال، وكانت امرأة واحدة تدخن يوميا من بين عشر نساء."#هل- تتزوج- مدخنة" هاشتاج قام بتدشينه عدد من النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشر بشكل كبير بين المغردين العرب، السعوديين والكويتيين بشكل خاص، ليحصد في ساعات قليلة أكثر من 2000 تغريدة، وجاء هذا الهاشتاج رداً على هاشتاج سبقه كان موجهاً للفتيات تحت عنوان "هل تتزوجين مدخناً"، والذي أثار جدلاً واسعاً.عدد من الشباب أعلن رفضه التام لفكرة الارتباط بمدخنة، يقول محمد مجدي، مهندس، في الــ30 من عمره: "فكرة الارتباط بامرأة مدخنة مرفوضة تمامًا، فنحن في مجتمع شرقي لا يتقبل هذا الأمر، فضلاً عن أن التدخين يُفقد المرأة الكثير من أنوثتها". بينما يرى محمد مصطفى، محاسب، أن الشباب لا يقبلون الزواج من فتاة مدخنة، لارتباط التدخين في مجتمعاتنا بالأخلاق، مشيراً إلى أنها ستكون قدوة سيئة لأبنائها.وعلى الجانب الآخر، ترى بعض الفتيات أن من حقهن التدخين مثلما يدخن الرجال، تقول نادين. م، موظفة: "أدخن منذ 4 سنوات، لكني حتى الآن لا أستطيع التدخين أمام الناس مثلما يفعل الرجال، وأعتقد أن من حقي التدخين أمام الجميع، لكن بكل تأكيد سأتوقف عن هذه العادة قبل الزواج، حتى لا تؤثر على مستقبل أسرتي". فيما أوضحت شيماء. ش، مدربة رياضية: "أنها لا تفضل الارتباط بالرجل المدخن، نظراً لأنها ضد الفكرة بالكامل سواء للرجل أو المرأة".وفي هذا السياق، يوضح الدكتور سليم قاسم، استشاري أمراض الصدر، خطورة الأضرار الصحية الناجمة عن التدخين، خاصًة للمرأة، والتي منها: ـ سرطان الدم والمريءـ الربو والأمراض التنفسية المزمنة ـ صبغ السنان باللون الأصفر ـ رائحة كريهة للفم ـ ظهور التجاعيد في سن مبكرة ـ انتفاخ أسفل العينينـ ضعف الشعر وتقصفه ـ ترهل العضلات - له مزيد من الخطورة على صحة الحامل وجنينيها، فقد يكون التدخين سبباً في تشوه الأجنة وحدوث الإجهاض، والموت المفاجئ للجنين.- وفي حالة الرضاعة فإن التدخين يمنع نزول لبن الأم لتغذية صغيرها.