​كيف نتعايش مع مريض الإيدز؟
  • Posted on

​كيف نتعايش مع مريض الإيدز؟

يخجل الكثير من الأشخاص أن يعترفوا ويكشفوا لمن حولهم حقيقة إصابتهم بمرض "الإيدز" انطلاقاً من اعتقادهم بأنه "وصمة عار" تلحق بهم طوال حياتهم، بسبب نقص التوعية وقلة المستوى الثقافي الذي يجعل الغالبية العظمى تظن أن مريض الإيدز حتماً ولابد كان يمارس علاقات جنسية محرمة، غافلين عن الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى الإصابة بالمرض. وبلغ عدد المتعايشين مع فيروس الإيدز حسب الإحصائيات المعلنة نحو 35.3 مليون شخص في نهاية عام 2012، وشهد العام نفسه إصابة نحو 2.3 مليون شخص بحالات عدوى جديدة بالفيروس ووفاة 1.7 مليون آخرين من جراء الإصابة به، منهم 230 ألف طفل، وفي نهاية عام 2012 كان ما يقارب 10 ملايين شخص تلقوا العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات في البلدان المنخفضة الدخل وأخرى متوسطة الدخل، فيما تستأثر أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى بما يزيد على ثلثي عدد الحالات الجديدة للإصابة بعدوى الفيروس. وأظهرت مجموعة من الدراسات أن من بين خمس نساء مصابات بالإيدز أربعاً حصلن على العدوى من أزواجهن، وأن عدد المصابين بفيروس "إتش.آي.في" في الدول العربية يتجاوز ربع المليون، بينما تذكر تقديرات أخرى أنه أكثر من ستمائة ألف، بالإضافة إلى أن عشرين ألفاً من المصابين بالإيدز هم من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وأيضاً سنوياً يصاب أكثر من 32 ألفاً بالمرض، بينما تشير تقديرات أخرى إلى أن الرقم يصل إلى 75 ألفاً، ويقتل الإيدز في العالم العربي سنوياً 17 ألفاً، منهم 1800 طفل.معنى "الإيدز" وخطورته أوضح أحمد خميس، مدير برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز بمصر، أن الفيروس المسبب لمرض الإيدز يسمى "إتش أي في" وهو اختصار لمصطلح يعني فيروس نقص المناعة البشري، والمصطلح الدارج وهو "الإيدز" يمثل المرحلة الأخيرة من الإصابة بالفيروس، لأنه ليس أي شخص مصاب بالفيروس يعاني من الإيدز فهناك من يتلقون علاجاً يثبط تطور الفيروس داخل الجسم ويتعايش الشخص معه دون ظهور الأعراض النهائية للفيروس وهي "الإيدز". ويضيف خميس أن "الإيدز" هو متلازمة من الأعراض تظهر على الشخص الذي وصل إلى المرحلة النهائية من الإصابة الناتجة عن انهيار المناعة تماماً، بالتالي إذا كان الشخص مناعته في الأصل قوية يستطيع أن يسيطر على الأعراض بالعلاج، أما إن كانت المناعة ضعيفة فذلك يتسبب في الوفاة. طرق نقل المرض وتابع مدير برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز بمصر، أن طرق نقل الفيروس تكون من خلال انتقال سوائل جسم المريض المصاب بالفيروس إلى شخص آخر سواء عن طريق الاتصال الجنسي غير الآمن أي بدون استخدام "الواقي"، أو عن طريق نقل الدم الملوث مباشرة دون فحصه أو المشاركة في الحقن؛ ويحدث هذا دائماً بين المدمنين، والسبيل الأخير أن ينتقل من الأم المصابة إلى الجنين عن طريق الحمل أو الرضاعة. هل التعايش اليومي مع مرضى الإيدز آمن؟ طمأن ناصر هاشم، مدير جمعية رؤية لرعاية المتعايشين مع الإيدز، الأشخاص الطبيعيين من التعامل مع المصابين بالفيروس في الحياة اليومية والتعايش معهم، حيث إن التواجد في نفس المكان مع الشخص المصاب أو احتضانه أو "العطس" لا ينقل العدوى؛ لأن الفيروس ضعيف جداً ولا يستطيع التعايش خارج الجسم لفترة زمنية قصيرة. طرق الوقاية من المرضلفت هاشم إلى أنه يمكننا حماية أنفسنا من الإصابة بالفيروس عن طريق عدم المشاركة في الحقن أو نقل الدم خارج بنوك الدم المجهزة بالفحوصات والتحاليل، بالإضافة إلى ضرورة إجراء الأمهات تحليل "إتش أي في" ضمن إجراءات تحاليل ما قبل الولادة؛ حتى إذا ظهرت إصابتها يتم تقديم العلاج المناسب لحماية الجنين وتقليل خطر إصابته بالفيروس.