​"الدامة" الكويتية.. تراث الأجداد يتوارثه الأبناء
  • Posted on

​"الدامة" الكويتية.. تراث الأجداد يتوارثه الأبناء

في ديوانية الرعيل الأول الواقعة في سوق المباركية بالعاصمة الكويت المكان التراثي المحبب لدى الكويتيين يجلس العم خالد العنجري مصوباً عينيه أمامه لا يلتفت إلى من يحاكيه فهو يخطط ويفنن للفوز على خصمه وسط جو فيه روح الفكاهة والمرح مع رفقاء الدرب ليلعبوا "الدامة" التي أنقذها هؤلاء الكبار من الانقراض، كما يجتمع العديد من الكويتيين لإحياء اللعبة التراثية القديمة وهي لعبة مسلية حيث يحرص رواد الديوانية على إقامة المسابقات والدورات طوال العام.ميراث الأجداديقول العم العنجري: "إننا كتبنا مؤلفاً عن لعبة الدامة الكويتية حتى يتوارثها الشباب ويورثوها للأبناء".لابد من التركيز من جهته، يقول محمد القطان مستشار فريق الدامة الكويتي وعضو نادي الكويت للألعاب الذهنية إن "لعبة الدامة تعتمد على المجهود الذهني والتركيز ووضع خطط للإطاحة بالخصم والفوز عليه"، مضيفاً: "الدامة عبارة عن 64 خانة يلعبها اثنان كل لاعب لديه 16 بيدقاً وهي الـ"حطبة " ولكل لاعب الحق في تحريك الحطبة خانة واحدة فقط إلى الأمام أو اليمين أو اليسار وكل لاعب يضع خطة ليهزم خصمه ومن أهم الخطط أن يصل اللاعب بالحطبة إلى الخانة الأخيرة للخصم وإذا وصل للخانة الأخيرة تحصل هذه الحطبة على مسمى "شيخ" وهنا يكون اللاعب حر التنقل في الخانات التي يريدها بواسطة الشيخ ليسهل عملية الفوز على الخصم". تفوق دوليبدوره قال محمد الشطي وهو أحد هواة الدامة: "إننا نشارك في البطولات الداخلية والخارجية وقد مثلنا الكويت في العديد من الدول وفزنا بجوائز كثيرة". عشق الدامةأما حمد العلي فيقول "الدامة عشقي وإذا مر يوم بدون دامة أشعر أن هناك شيئاً ينقصني فالدامة أصبحت جزءاً من حياتي لا أستغني عنها".منع الاندثاروقال عدنان السالم أحد محترفي الدامة إنه "يجب على الإنسان أن يروح عن نفسه من آن لآخر كي لا يصيبه الشعور بالملل وعادة ما يكون الترويح عن النفس متمثلاً في بعض الألعاب التي تعتمد على الذكاء مثل لعبة الدامة"، مضيفاً: "إنني أمارس لعبة الدامة منذ خمسة عشر عاماً وأعشق التحدي ومن الممكن أن أمارس هذه اللعبة يوماً كاملاً".إقبال دائمبدوره، قال يوسف خليفة الخضر رئيس مركز الدامة: "إن الإقبال على لعبة الدامة في ازدياد دائم ويلاحظ ذلك أثناء تنظيم دورات للمتسابقين فقد كان يصل عدد رواد الديوانية إلى مئة متسابق يومياً والفئة الأكثر إقبالاً هم الشباب ويحتلون المركز الأول من حيث المشاركة". وأشار الخضر إلى أنه تم فتح مركز الكويت للألعاب الذهنية في العام 1988 وجاء الدعم الأول من أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ثم قامت وزارة الشباب والرياضة بدعمنا، حيث إنها تمول جميع مصاريف المركز من رواتب مشرفين وهدايا متسابقين وغير ذلك من تكاليف "فنحن نثمن دورهم وجهودهم لدعمنا"، وعن دور المركز في الوقت الحالي قال الخضر: "بات دورنا يقتصر على التشجيع والتنسيق للدورات وجذب الشباب للإقبال على المشاركة في اللعبة كي لا تندثر".