فازت اللاجئة السورية المقيمة في ألمانيا "يسرى مارديني"، 18 عامًا، في أول سباق سباحة لها في الألومبياد يوم السبت الماضي، لكن ما أنجزته كان أبعد من مجرد فوزها في السباق. إذ تعتبر "يسرى مارديني" واحدة من 10 رياضيين مشاركين ضمن أول منتخب أولمبي للاجئين ينضم للألعاب الأولمبية "ريو دي جانيرو" لعام 2016، وقبل استخدام موهبتها في السباحة للفوز بالميداليات، فقد سبحت للإنقاذ حياتها وحياة 20 شخصًا آخرين من الغرق أثناء هروبهم بقارب متجه نحو أوروبا والذي غرق بعد نصف ساعة وبات الموت مقدرًا أمام أعينهم. رغم ذلك الألم والتعب والخوف، رفضت "يسرى" الاستسلام متناسيةً خوفها من الغرق واستطاعت صنع معجزة بإنقاذها عشرين شخصًا ممن كانوا على متن القارب. و سحرت "يسرى" العالم بابتسامتها الدافئة وبرائتها الطفولية وكلماتها الصادقة التي تنم عن فتاة مثقفة وواعية بعمر الـ18، وشجاعتها التي تضاهي شجاعة الرجال، رغم أن الجميع حاول استئصال فريقها وإياها من الألعاب الأولمبية منذ أن أعلنت اللجنة الألومبية الدولية قرار تشكيل فريق الاجئين. وفي وقت سابق، كان من المقرر تدريبها بشكل جيد لتأهيلها للإنضمام للألعاب الأولمبية لعام 2020 التي ستقام في العاصمة اليابانية طوكيو، إلّا أن "يسرى" أظهرت تطورًا هائلًا وقدرات كبيرة لفتاة بمثل سنها مما جعلها مهيأةً للمشاركة في سباقي الـ100 متر فراشة والـ100 متر سباحة حرة في ألعاب ريو دي جانيرو 2016. وقد حازت على الميدالية الذهبية في سباق الـ100 متر فراشة، لكن ما حصلت عليه بات أكبر من ذلك، إذ باتت بطلة عالمية في السباحة، ومصدر إلهام للاجئين حول أنحاء العالم على أن لا يفقدوا الأمل لتحقيق أحلامهم.