"وسواس المرض".. الوهم الذي يقضي على حياتك
  • Posted on

"وسواس المرض".. الوهم الذي يقضي على حياتك

أفكار ووساوس تقتحم العقول، تحول حياة الأشخاص إلى جحيم بعد أن تسيطر عليهم، وتجعلهم يعيشون مسكونين بالوهم، الذي يفسد الإحساس بنعمة الصحة والمعافاة الجسدية.يقول العالم "هيبوقراط": إن الإعياء الذي لا يُعرف له سبب ينذر بمرض، كما يقول من يوجعه شيء من بدنه ولا يشعر بوجعه في أكثر حالاته فعقله مختلط، والإحساس بوجود مرض دون الإحساس به يشير إلى علة في القوى الإدراكية، وينبغي الإشارة إلى أن اهتمام المريض الزائد بصحته لا يستند إلي أساس عضوي أو إلى وجود علة عضوية حقيقية، حيث تدل البحوث العلمية الدقيقة التي تجري على مثل هؤلاء المرضى على سلامة أبدانهم.وكشف الباحثون أن ما بين 4 و 9 في المائة من الأشخاص الذين يعانون من وسواس المرض يشعرون به وغالبا ما يكون لديهم شرح مفصل عن معتقداتهم وآلامهم التى يتوهمون بها، فقد يشكون من آلام في الصدر أو الصداع ومع ذلك عندما فحص الطبيب لا يجد أي أمراض لديهم رغم شكواهم المتكررة.وتشير الدراسات إلى أن نسبة من يصابون بالوسواس القهري تقترب من 2.5 %، على مستوى العالم، نتيجة انفصال الجزء الأمامي من دماغ الإنسان عن الجزء العميق فيه والمسؤول عن التحكم وبدء الأفكار والتوقف عنها، ومن أبرز العوامل التي تسبب الوسواس المرضي للإنسان التغيرات الكيميائية التي تحدث في جسمه وفي دماغه، كما أن هذا النوع من أنواع الأمراض النفسية قد تسببه الجينات التي تكون مسؤولة عن هذا النوع من الاضطرابات، إضافة إلى ذلك فإن هناك الثقافة الاجتماعية السائدة وطبيعة البيئة المحيطة بالإنسان، بالإضافة إلى اتخاذ الإنسان لعادة معينة لوقت طويل، قد تؤدي هذه الأمور في مجملها إلى حدوث اضطرابات "الوسواس القهري".ويوضح الدكتور جمال فرويز، استشاري علم النفس، أن "رهاب المرض" أو "وسواس المرض"، قد يكون نتيجة التفكير المستمر في المرض، أو الخوف من الإصابة به، فيبدأ الإنسان في الإحساس بأنه مريض حتى ولو أثبتت الفحوصات الطبية سلامته، فعلى سبيل المثال قد يشعر الإنسان بالخمول والصداع، وهي الأعراض التي قد تتشابه مع مرض ما، فيعتقد أنه مصاب بهذا المرض، ويعيش في وهمه، ويبدأ في تضخيم شدة الإحساس العادي بالتعب والألم، كما يتأثر المصابون بتوهم المرض أكثر مما تقدمه أجهزة الإعلام حيث تزيد عندهم من حدة القلق.ويرى "فرويز" أنه ينبغي على مريض الوسواس أن يزور طبيب الأمراض النفسية لإرشاده، وكشف ما يعانيه من صراعات داخلية، مع إعطائه بعض الأدوية المهدئة التي تساعده على الخروج من هذه الحالة، كما ينصح استشاري علم النفس أهل المريض بضرورة مراقبته بشكل مستمر حتى لا يُقدم على الانتحار إذا ما تحول معه الأمر إلى اكتئاب.