هل يمكنني شراء السعادة بالمال؟ نعم ولكن بشروط ..
  • Posted on

هل يمكنني شراء السعادة بالمال؟ نعم ولكن بشروط ..

بالرغم من أن السعادة والمال منفصلان عن بعضهما ولا يؤثر أحدهما على الآخر، إلا أن دراسة كشفت أنه يمكن للمال أن يجلب السعادة ويزيدها أيضا ضمن شروط معينة. وبينت الدراسة التي أجريت في جامعة كامبريدج البريطانية حديثًا، أن العامل الأساسي في تأثير المال على السعادة هو كيفية إنفاق هذا المال، أي أنه إذا أنفق المال "بالطريقة الصحيحة" تضمن أن يؤدي إلى السعادة وراحة البال. ومن الأمثلة على "الطريقة الصحيحة" لإنفاق المال استخدامه لإثراء التجارب الشخصّية للفرد، كالتعلم والسفر وخوض المغامرات، بدلًا من التركيز على المقتنيات المادية، أو إنفاقه على الآخرين، بدلًا من الأنانية، أو التركيز على كسب الكثير من المتع الصغيرة، بدلًا من القليل من المتع الكبيرة. وتشير الدراسة إلى مبدأ "الملاءمة النفسية" في إنفاق المال، والذي يعني الإنفاق في الوجوه التي تتناسب مع شخصّية الفرد. هذه "الملاءمة النفسية" كان تأثيرها على السعادة أكبر من تأثير الدخل الكلي للفرد أو تأثير معدل الإنفاق الكلي له، ما يعني أن مقدار المال ليس هو العامل الأهم في الشعور بالسعادة، ولكن المهم هو الأوجه التي يُنفَق فيها هذا المال. وخَلُص الباحثون إلى أن الأشخاص الذين ينفقون أموالًا أكثر على شراء المنتجات التي تتوافق مع شخصياتهم، أبلغوا عن معدلات أعلى من السعادة والرضا. فشراء البضائع الثمينة من أجل التباهي بها فقط لن يؤدي للسعادة، وارتداء الملابس الفخمة التي لا تشعر فيها بالراحة لن يؤدي للسعادة كذلك، أما الإنفاق على عشاء راقٍ مع أشخاص تحبهم فهو طريق السعادة فعلًا. والنتيجة النهائية للدارسة هي أنه عند إنفاق المال بطريقة تتوافق مع شخصّية الفرد فإن المال يكون مصدرًا للسعادة، أي أنك في هذه الحالة تشتري السعادة بالمال، حرفيًا. وبعد هذا، ليس غريبا أن يسعى معظم الناس إلى جمع المال، باعتباره أداةً تجلب السعادة.