هل تسمحون لي أن أحب وطني في طبعة سادسة لـ سعاد الصباح
  • Posted on

هل تسمحون لي أن أحب وطني في طبعة سادسة لـ سعاد الصباح

تزامنا مع الذكرى السادسة والعشرين لاحتلال الكويت، صدر عن دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع كتاب "هل تسمحون لي أن أحب وطني"، بطبعته السادسة للدكتورة سعاد الصباح الذي يعد مرجعًا مهمًا لمشاعر الكويتيين أثناء شهور الاحتلال السبعة، ويرصد جهود الشاعرة والكاتبة في استرجاع الحق الكويتي ورحلاتها بين دول العالم لشرح القضية الكويتية، وحشد التأييد العالمي للتحرير، من خلال عدد من المقالات التي تنحو نحو المذكرات. واشتهرت د. سعاد الصباح بمؤلفاتها الشعرية والنثرية التي تفيض حبًا للكويت وتغنيًا باسمها، ويعتبر كتابها "هل تسمحون لي أن أحب الكويت" من أكثر المطبوعات انتشارًا، وقد تناوله العديد من الاختصاصيين والنقاد والدارسين بالنقاش والبحث، وذلك منذ طبعته الأولى عام 1990 بعد الغزو العراقي للكويت، حيث قامت الشاعرة العربية بكتابة مقالاتها حول موقفها من الغزو ومشاعرها تجاه وطنها، وسجلت فيه الكثير من اليوميات التي عايشتها في لندن ومدن العالم مع أسرتها وعدد من الكويتيين والمؤيدين للحق الكويتي الذين قاموا بواجباتهم تجاه تحرير الكويت، كل من موقعه وقدراته. من مقال "صباح الخير أيتها الحرية" .. بعد مائتين وعشرة أيام، وثماني ساعات، وعشرين دقيقة، وخمس ثوان، عددتها على أصابع يدي، كما يعد المساجين فتافيت الخبز وأعقاب السجائر، وخيطان بطانياتهم.. دخلت علي رائحة الكويت من نافذة منفاي في لندن، فاخضر لون دمي..وتسلق العشب على جدران ذاكرتي. ما أطول زمن المحبوسين في زجاجة الأنظمة الفردية.. زمن من الخشب..لا يتقدم..ولا يتأخر..ولا يشيخ.. بعد مائتين وعشرة أيام..أكلت فيها نصف أظافري..ونصف دفاتري..استيقظت صباحا لأجد مئات الهدايا مكومة فوق سريري القمر الكويتي في كيس..أبراج الكويت في كيس..ملابسي الصيفية في كيس.. ألعاب أولادي، ودفاترهم المدرسية في كيس..صورة "مبارك الكبير" في كيس..والبحر، والكورنيش، والسالمية، والجابرية، ومشرف، ودسمان والشويخ، والفحيحيل، والأحمدي..ووربة..وبوبيان.. وفيلكا.. كلها كانت ملفوفة بأوراق السيلوفان والقصب تنتظر إلى جانب سريري.. رائحة الكويت تهاجمني من كل الجهات..رائحة الشاي والقهوة في الديوانيات تخترقني من كل مكان..تبللني..تثقبني.. تحفرني.. كنت أتصور قبل احتلال بلادي، أن رائحة الحرية رائحة عاطفية وشعرية وكمالية.. وأن الطغاة يمكنهم أن يمنعوا استيرادها بمرسوم صادر عن مجلس قيادة الثورة، أسوة بكل مستحضرات الحرية الأخرى من أقلام وأوراق ودفاتر.. ولكنني اكتشفت أن رائحة الحرية هي أقوى الروائح، وأعنفها، وأكثرها التصاقا بأجسادنا وأرواحنا..