مِهَن تتحدّى الزمن بروح العصر وأصالة الماضي
  • Posted on

مِهَن تتحدّى الزمن بروح العصر وأصالة الماضي

ما بين الرغبة في الحفاظ على أصالة وعبق الماضي ومواكبة روح العصر بكل مستجداته، يحاول أصحاب الصناعات المرتبطة بالتراث كالتطريز والنحت والنقش تحقيق حالة من التوازن بين كلاسيكية الماضي وحداثة الحاضر، ما يضفي على أعمالهم لمسات فنية جميلة تزيد من روعتها. ففي مجال الأزياء يهتم بعض المصممين بعمل تصميمات من العباءات تتميز بخصوصية ومزج بديع بين الأصالة والمعاصرة مع التفرد في تقديم الإبداعات الجديدة والتي تمنح المرأة روحاً وحضوراً مميزين وأناقة لا مثيل لها؛ فعلى سبيل المثال في السعودية ودول الخليج مع بداية شهر رمضان يقدم المصممون مجموعة من العباءات التي تحمل بعض التطريزات المستمدة من البيئة العربية كالمناظر الطبيعية الخلابة والفنون المحلية الجميلة العميقة الجذور والتي تحمل روح شهر رمضان الكريم وتتميز بأناقة ألوانها الهادئة التي غلب عليها الأزرق، وفي السياق نفسه أبدع مصممو فساتين الزفاف في الكثير من الدول العربية في تصميم موديلات رائعة تجمع بين التطريزات القديمة وبين إضافة بعض الإكسسوارت العصرية التي تزيد من جمال منظر فستان العروس. ولم يقتصر الأمر عند حود تطريزات الأزياء بل شمل أيضاً تصميم قطع الأساس، حيث انتشرت في الآونة الأخيرة في عدد من البلدان العربية غرف النوم القديمة ذات الأعمدة الأربعة، ولكن مع إضافات عصرية من حيث التصميم وبعض قطع الأساس الملحقة بالغرفة، وكذلك الصالونات وخاصة في المغرب، حيث جمعت ما بين التصميم القديم من النقوش الخشبية المبدعة وبين لمسات عصرية حديثة. فيما تنتشر في مصر الصناعات اليدوية كالفخار والسجاد والتي يحرص العاملون بها على إضفاء لمسات جمالية مستوحاة من روح العصر. وقد شهدت صناعة السجاد اليدوية تطوراً ملحوظاً، استطاع من خلاله مصمموه التقليل من الأشكال النمطية القديمة، وإضافة نقوش حديثة تساير روح العصر، حيث أصبح المصممون يعتمدون على الحاسوب في تغيير نقوش السجاد الشرقي الكلاسيكي، لتنشأ في النهاية نقوش فريدة من نوعها تجمع بين عبق الشرق وحداثة الغرب بطريقة متفردة حديثة تساير روح العصر ليتماشى مع مفهوم المنزل الحديث. في هذا السياق يقول الدكتور عاصم علي أستاذ التاريخ المعاصر إن للتراث الشعبي دوراً كبيراً للغاية في تخليد الحضارات العريقة وجعلها باقية في الذاكرة، معتبراً أن حرص المصممين على إحياء بعض إبدعات الماضي سواء في مجال الأزياء أو النقوش أو الفنون المختلفة يمثل في ظاهرة إيجايبة تترجم عن وعي مجتمعي بأهمية دور الثرات، مؤكد أن الماضي يحمل كثيراً من الإبدعات الثرية في كافة المجالات، والتي لو تم استغلالها بشكل إيجابي وإضافة لمسات عصرية لها لساهمت بشكل كبير في إنعاش اقتصاد الدول؛ وذلك من خلال افتتاح المعارض والمهرجانات الدولية لعرض المنتجات الثراثية بشكلها الحديث، مؤكداً أن هناك شغفاً دولياً بتراث الحضارات العربية القديمة، ما يضمن نجاح هذه المهرجانات.