مصممة الأزياء زينة برسلي: الوصول إلى العالمية لم يعد صعباً
  • Posted on

مصممة الأزياء زينة برسلي: الوصول إلى العالمية لم يعد صعباً

انطلاقاً من فكرة دمج الفن بالأزياء توجهت مصممة الأزياء السورية الأصل، زينة برسلي، إلى عالم تصميم الأزياء لتدخله من بابه الواسع، فوالدتها كانت مصدر إلهامها بأناقتها ودمجها ما بين الأنوثة والهدوء والكلاسيكية.أما عن مجموعتها الأولى فسجلت أفريقيا فيها حضوراً قوياً، إضافة إلى التعبير عن الحرية الذي تجسده في تصاميمها، حيث تمثل كل قطعة منها لوحة فنية معبرة عن كل امرأة مهما كانت هويتها.مع المصممة الموهوبة زينة برسلي كان لنا هذا الحوار الشيق الذي عرفنا أكثر على شخصيتها وصدقها في عملها.بيروت ـ مهى سابقكيف بدأت لديك هواية تصميم الأزياء؟لطالما كنت أحب كل ما هو مميز في عالم الفن وتصميم الأزياء، وقد كانت لدي محاولات في تنسيق ملابسي الخاصة لجعلها مختلفة وغير نمطية، وبدأت جدياً عندما خطرت لي فكرة دمج الفن والأزياء لعمل كل قطعة من المجموعة كلوحة فنية وأخذ اتجاه جديد في عالم الأزياء.هل نشأتِ في أجواء الموضة والأناقة؟لا أحد من عائلتي يعمل فيها مهنياً ولكن كانت أمي دائماً مصدر إلهام لي بأسلوبها الذي يوازن بين المرأة العملية ذات الشخصية القوية والأنوثة الكلاسيكية، وفي نفس الوقت تتسم بالهدوء والبساطة، وهي المرأة التي أحب أن أعكس شخصيتها في تصاميمي.كيف تحددين مصدر وحيك في مجموعاتك، وما الذي يؤثر فيك عند التصميم؟لوحة واحدة يمكنها أن تكون مصدر إلهام لمجموعة كاملة، في مجموعتي الأولى كانت أفريقيا بتراثها وألوانها وفلكلور شعبها المتفرد وشخصية المرأة فيها هي التي أعطت الملامح الأساسيةلكل قطعة، وبالتعاون مع مجموعة من الفنانين من جميع أنحاء العالم اخترت اللوحات التي جسدت النمط الأفريقي ببساطة وتميز.تصاميمك تمتلك لمستها الخاصة فبقدر ما هي أزياء، بقدر ما هي لوحات لديها رسالة، كيف مزجتِ ما بين الفن والأناقة؟في مخيلتي لا أستطيع فصل واحدة عن الأخرى، والتمازج بينهما بدأ منذ زمن بعيد وتطور مع كل حقبة ليأتي باحتمالات لا تنتهي من الألوان والأقمشة والتصاميم والنقوش والتي تعبر عن المصمم الذي يقف وراءها.كيف تعبرين عن الحرية في تصاميمك؟المرأة الأفريقية رغم كل ما مرت به على مر العصور، تبدو دائماً بقوتها بدون جهد، وتتألق بأناقتها من خلال ألوانها الجريئة وتلفت الأنظار من خلال الرسوم والتشكيلات التي ترتديها، لتجسد لنا بذلك رمزاً رائعاً لحريتها وتحدياتها وإدراكها أهمية الأسرة وضرورة الحفاظ عليها.لماذا اخترتِ قارة أفريقياً تحديداً لتكون جزءاً من مجموعتك؟قارة أفريقيا مفعمة بالحياة وذات طابع ساحر، فطبيعتها الممزوجة بثقافة شعوبها ومعالمها الجميلة جعلتها ثروة ومرجعاً روحياً وجمالياً تنافس الفنانون المبدعون بتجسيدها والتعبير عنها في لوحاتهم، كما تمتاز الملابس ذات الطابع الأفريقي أساساً بألوانها الزاهية ونقوشها الجذابة والتطريزات المميزة للقبائل الأفريقية، والاتجاه الأفريقي ليس جديداً في عالم الموضة، فدور الأزياء العالمية مثل إيف سن لوران، كينزو، ستيلا جين وألبرتا فرتي وبربري قدموا تشكيلات،استخدموا فيها النقوش الأفريقية ونجحوا في ذلك، أما ما قدمته في مجموعتي فهو إبراز الهوية الأفريقية وشعوبها بعيون وريشة فنانين استلهموا لوحاتهم من واقع الحياة واستوحوا ألوانهم من طبيعتها.هل تعكس تصاميمك شخصية من يحب الموضة والتحرر والجرأة؟ المجموعة الأولى من تصاميمي جسدت المرأة الأفريقية بتحررها وجرأتها في مواجهة التحديات والتي ظهرت بوضوح في ألوانها وقطع ملابسها ونماذج المطبوعات التقليديه في أقمشتها وكيف أظهرت جمالها وأنوثتها من خلالها والتي عكست عالمها وموسيقاها الممزوج بالأناقة والتمرد.هل تميلين لإبراز منحنيات الجسم والأنوثة أم إبراز اللون والقصات أم لديك مزيجك الخاص؟أشعر أني أدين للوحة بأن أحترم معالمها وخصوصيتها، فأبدأ بإبراز معالم اللوحة وأطوعها لعمل قصة مميزة ترغب أي سيدة بلبسها ثم أركز على إبراز معالم كل قطعة بإعطائها منحنى معيناً يجعلها أنيقة ومريحة.لتصاميمك خصوصيتها، فقد لا تناسب أي سيدة، كيف تتعاطين مع هذا الأمر، وهل يمكن لك أن تطوعي تصاميمك لتناسب هذه السيدة مهما كانت شخصيتها؟أعتقد أن عالم الموضة مليء بما يتناسب مع كل الأذواق والمقاسات، وقطعي لا تفرض على السيدة أن تكون ضمن مقاس أو خصوصية معينة، أشعر أن المجموعة استوحيت من امرأة مفعمة بالحياة والتراث والأصالة والأنوثة، وهو باختصار يمثل هوية كل امرأة مهما كانت.هل تميلين للشرق في تصاميمك أم للمدارس الغربية؟أحب كل ما هو مميز وجريء ويعبر عن خصوصية ما، وأرى أن الشرق والغرب امتزجا أخيراً في هذا المجال بفضل المصممين العرب الذين وصلوا بأزيائهم إلى العالمية وأثروا المدارس الغربية بالحضارة والإرث الشرقي، كما أضاف المصممون الغرب تشكيلات ناسبت ذوق المرأة الشرقية، ولذلك ما نراه اليوم في عروض ودور الأزياء هو خطوط موضة ليست محددة ثقافياً أو جغرافياً. ماذا عن المصممين العرب العالميين؟ ومن تفضلين منهم؟هناك عديد من المصممين العرب الذين أبدعوا في هذا المجال وتميزوا بخطوطهم الخاصة وعلاماتهم التجارية التي ترجمت إبداعاتهم وابتكاراتهم في أزياء في غاية الأناقة، أعتبر كريكور جابوتيان ممن تفردوا أخيراً بتصاميمهم، وأعجتبني اللمسة الملكية التي أحسستها في مجموعاته.هل الوصول إلى العالمية صعب في عالم تصميم الأزياء؟الوصول إلى العالمية لم يعد صعباً كما كان من قبل حيث إن وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ربطت الشرق والغرب ومكنت المصمم من الوصول إلى الأسواق العالمية.ما الذي يوصل المصمم للعالمية اليوم؛ الإبداع أم العلاقات؟ كأن ترتدي النجمات العالميات من تصاميمك والدعم الإعلامي القوي؟العمل ضمن هوية معينة والإخلاص للفكرة والاهتمام بالنوعية والحرفية هي أولوياتي في العمل، يأتي بعدها ما تقدمه وسائل الإعلام من تغطية للمصمم وإبراز لمسته الخاصة للوصول والانتشار، وكما ذكرت المرأة التي ترتدي أي قطعة من مجموعتي فهي بالنسبة لي نجمة وهويتها ليست الهدف.