مصري بدأ بغسل الصحون فامتلك أكبر سلسلة فنادق عالمية
  • Posted on

مصري بدأ بغسل الصحون فامتلك أكبر سلسلة فنادق عالمية

في ستينيات القرن الماضي، كان لا يزال شابًا، حين قرر الهجرة إلى النمسا، بعد أن تملكه الشعور بالإحباط والفشل في التعليم، والإحساس بالغربة وسط عائلة أكاديمية، وأصدقاء أتمّوا دراستهم الجامعية، وهو لا يزال حبيس التعليم الثانوي. 10 جنيهات استرلينية، دبرها له والده الذي كان يعمل ضابطًا في القوات المسلحة المصرية، لتبدأ رحلة الشاب عنانى الجلالي نحو فيينا، وهو لم يعرف من اللغات إلا العربية، ليذوق مرار الغربة من كأس التحدي وتحقيق الذات. في بيوت الشباب النمساوية، نزل "الجلالي"، ولم يكن يتبق معه من النقود الكثير، ليبدأ في العمل كبائع جرائد لتدبير تكاليف معيشته، وقتها كانت مصر تخوض حرب العام 1967، وكانت صور الشهداء المصريين تملأ الصحف الأجنبية، ليقرر الشاب ترك ذكرياته الأليمة للمرة الثانية، والهجرة إلى الدنمارك. "لم أجد أي عمل، وكنت أنام في صناديق التليفونات وأنبش القمامة للحصول على فتات الطعام"، بتلك الكلمات وصف "الجلالي" بداية حياته في حواره لمجلة "الشباب" المصرية، إلى أن وجد ضالته بعد عناء البحث عن ملاذ من التشرد والجوع يكفل له سريرًا للنوم ووجبة طعام، بالعمل في أحد الفنادق لـ"غسل الصحون". "نحن الذين نصنع الفرص، فقد كنت في وقت فراغي أعمل في الوظيفة التي أريد أن أرتقي إليها ثم أطلبها، وكنت أرفض أن أنزل لوظيفة أقل"، هكذا وصل "الجلالي" بإرادته وطموحه، بعد 4 أعوام من بداية عمله، إلى منصب مدير عام أحد أكبر فنادق الدنمارك. يضيف "الجلالي": "بدأت الصحف تتحدث عني، وكان مديري مريضا ورئيس روسيا في زيارة إلينا وتوليت كل شيء، وقابلت ملوكا ورؤساء، وبدأت الصحف تتحدث عني وأصبحت شخصا مشهورا، وحصلت على 5 دكتوراه فخرية في العالم، بجانب الاحترام الذي وصلت إليه والذي لم أكن أحلم بالوصول إلى 1% منه، وأوباما عزمني، والصحيفة الرسمية الأمريكية أطلقت عليّ لقب أشهر "غاسل صحون" في العالم، وأصبحت مثلا للشباب الأمريكي والياباني، وحصلت على لقب " فارس دانبروغ" وهو أعلى لقب في الدنمارك، بجانب لقب سفير العلاقات التاريخية في الشرق الأوسط"، وواصل جهده حتى أسس شركته الخاصة ليمتلك مجموعة فنادق "هلنان" العالمية.