مشكلة تُهدّد الفتيات بالعنوسة
  • Posted on

مشكلة تُهدّد الفتيات بالعنوسة

  لم يكن ما جسّده الفنان عادل إمام في فيلمه الشهير "عريس من جهة أمنية" لنموذج الأب الغيور جداً على ابنته ويرفض تزويجها ، مجرد قصة من نسج خيال المؤلّف بل حقيقة تعيشها بعض الفتيات اللّاتي تحوَّل حب وارتباط والدهن الشديد بهن إلى عقبة أمام تحقيق حلمهن بالزواج وتكوين أسر. فالرفض والمغالاة في المهور والتأجيل في موعد الزواج كلها وسائل يتحايل بها الأب الغيور على تأجيل أمر كان مفعولاً، وهو زواج ابنته وذهابها إلى كنف رجل جديد، حيث يعتبرها الأب ملكية خاصة وأن هذا العريس جاء ليزاحمه هذه الملكية. و تتعدّد شكاوى بعض الفتيات والتي يخجل أغلبهن من البوح بها خشية أن يغضب الأب؛ نظراً لمكانته الغالية لديهن فيلتزمن الصمت والقبول بما يرتضيه الأب. في البداية تقول "ندا- 24 عاماً" إنها منذ أن التحقت بالدراسة الجامعية أصبح يتقدّم شباب كثيرون لخطبتها وفي كل مرة كان يرفض والدها بمبررات مختلفة كان منها أنها لا تزال صغيرة أو أن العريس المتقدّم غير مناسب وغيرها من المبررات الأخرى حتى أنهت دراستها والتحقت بالعمل في إحدى المدارس، وتقدّم لها زميل على خلق ولم يجد أبوها فيه عيباً ومع إلحاحها عليه وافق ولكنه دائماً يؤجّل موعد الزواج كلما تم تحديده لأسباب غير مقنعة، مؤكدة أنها فقط من تعلم سبب رغبة أبيها في التأجيل وهو رغبته في استمرار بقائها معه أطول وقت ممكن نظراً لارتباطه الشديد بها؛ حيث إنها الابنة الوحيدة بين ثلاث إخوة أولاد. مشيرة إلى أن خطيبها يضيق كثيراً من تصرفات والدها ولكن لم يكن أمامه سوى الصبر. في السياق نفسه يروي "عمرو جاسر - 32عاماً" تجربته مع والد خطيبته السابقة، حيث يقول تقدّمت منذ أكثر من عام لخطبة فتاة تصغرني بخمس سنوات وعلى الرغم من التكافؤ الذي كان يجمعنا في المستوى الاجتماعي والثقافي إلا أن المشكلة الوحيدة كانت في والدها حيث دائماً ما يتفنّن في الحيل التي يؤجّل بها الزواج. ولم يقتصر الأمر على ذلك حيث كان يتعمّد الخروج من المنزل مصطحباً خطيبتي كلما حدّدت موعداً لزيارتهما مقدّماً الاعتذار لي عبر الهاتف وغير ذلك من التصرفات الأخرى التي كانت تشعرني بالإهانة؛ ما جعلني أتخذ القرار بعدم إتمام الزيجة. يقول الدكتور عبدالله رشاد، أستاذ الطب النفسي، إن الأب الغيور نموذج ليس متكرراً بصورة كبيرة في كل الأسر ولكنه موجود بالفعل في العديد من الأسر؛ حيث يُشكّل عقبة حقيقية أمام مستقبل ابنته دون أن يدري. مؤكداً أن غيرة الأب على ابنته من خطيبها تنجم عن ارتباطه الشديد بها؛ خاصة في حال كانت البنت الوحيدة أو الأكثر حناناً وعطفاً عليه. موضحاً أنه في بعض الحالات يتطوّر الأمر إلى التفكير المرضي وهو اعتبار الابنة ملكية خاصة، وأن هذا الخاطب جاء لينتزع هذه الملكية، ما يجعله يتخذ قرارات سلطوية يهدف من ورائها لإزاحة هذا الخاطب من خلال بعض الحيل والتي تتمثّل في الرفض المتكرر لأي شخص يتقدّم للفتاة أو القبول به وتضييق الخناق عليه، من خلال إثقاله بالمهر وغيره من متطلبات الزواج أو تأجيل موعد الزواج وغيرها من الأمور الأخرى، ما قد تتسبب في الغالب في فسخ الخطبة وتعرض الابنة لشبح العنوسة. ناصحاً بأن التعاطي الإيجابي من قبل المحيطين بالوالد يمثّل أهم سبل علاج المشكلة من خلال: - مراعاة مشاعره، فعلى الفتاة ألا تبالغ في الحديث عن خطيبها والتأكيد لأبيها أنه سيظل الأهم في حياتها. - كذلك على الخاطب أن يصبر ويتحرّى مواطن الاتفاق بينه وبين والدها بما يمكنه من كسب مودته، حيث إن هذه الغيرة ستكون لوقت محدّد وأنها سرعان ما تزول إذا ما تم التعامل معها بشكل إيجابي.