مربيّة الأطفال.. وجاهة أم ضرورة ؟!
  • Posted on

مربيّة الأطفال.. وجاهة أم ضرورة ؟!

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الاستعانة بمربيّة للأطفال داخل المنزل لدى العديد من الأسر العربية، جرّاء تعدّد مهام المرأة ونزولها للعمل لمشاركة الرجل في أعباء الحياة، ما جعل خبراء التربية يشدّدون على خطورة هذا الأمر وضرورة وضع ضوابط صارمة عند اختيار المربية؛ لتأثيرها المباشر على حياة الطفل، لأنّها أهم قدوة في حياة الطفل. وتشير في هذا الصدد دراسة حديثة إلى أنّ 57% من الأطفال في الوطن العربي يقلّدون الخادمة ويتخذونها قدوة، مهما اختلفت ثقافتها وعقيدتها. وفي هذا السياق يقول "الدكتورة أحمد عبد الله- الخبير التربوي بمركز البحوث التربوية بالقاهرة": الاستعانة بمربية للأطفال تقوم بشؤونهم وترعاهم في حال غياب الأم والأب بسبب العمل غالباً ما يكون ضرورة مُلحة وحلاً لا بديل عنه لدى كثير من الأسر، وأمام هذه الضرورة لا يكون هناك مانع في الأمر، شريطة أن تحسن الأسرة اختيار المربيّة من الناحية الأخلاقية والدينية والاجتماعية والثقافية، لأنّها ستكون الأكثر تأثيراً في الطفل. كما أنّه في أحيان كثيرة يكون الطفل أكثر تعلّقاً بها من أمه، خاصة إذا كان في سن صغيرة، لكونها الأكثر إشباعاً لحاجاته الرئيسية من مأكل ومشرب وغيرهما. مؤكداً أن أهم الأخطاء الجسيمة التي يقع فيها الكثير من الأسر هو ترك كل الأمور المتعلقة بالطفل للمربية، ما يعد تخلياً كاملاً للأم عن دورها، بما يزيد الفجوة بينها وبين طفلها، ويخلق حالة من الجفاء تستمر مع الطفل بمرور الوقت. مشيراً إلى أنّه من الأمور السلبية اللافتة أيضاً لجوء بعض الأسر إلى المربيّة دون الحاجة إليها، كنوع من الرفاهية والوجاهة الاجتماعية، خاصة بين الأوساط الاجتماعية الثرية، التي غالباً ما تلجأ إلى المربية الأجنبية؛ ظناً أنّها الأفضل رغم مخاطرها المتعددة، التي من أهمها غرس قيم تتعارض في كثير من الأحيان مع هويتنا العربية والدينية، داخل الطفل. والخطر لا يكمن عند هذا الحد بل إنّ الاعتماد على المربيّة يغرس في الطفل في كثير من الأحيان قيماً مستهجنة من أهمها الاتكالية وعدم القدرة على الاعتماد على النفس، لأنّه تربّى على أن تقوم له المربيّة بكل شيء. ناصحاً بعدم اللجوء إلى المربيّة إلا في حالات الضرورة القصوى، كما يجب على الأم أن تكون متابعاً جيداً لتأثيراتها السلبية أو الإيجابية على الطفل، مع عدم ترك الأم كل مهام الطفل لها إلا في حال غيابها، لتكون للأم بصمتها في حياة الطفل ما يوطّد العلاقة بينهم.