محمية أكاغيرا.. رحلات سفاري وسط البراري
  • Posted on

محمية أكاغيرا.. رحلات سفاري وسط البراري

تلعب السياحة دوراً رئيسياً في إنعاش اقتصاد رواندا بعد الحرب الأهلية المدمرة عام 1994؛ حيث يزداد الاهتمام حالياً بتوفير البنية التحتية واستغلال موارد البلاد الطبيعية لجذب المزيد من السياح من جميع أنحاء العالم. وتعتبر محمية أكاغيرا الطبيعية، التي تقع في شرق رواندا، من أفضل الأماكن للانطلاق في رحلات السفاري وسط البراري الأفريقية.وبعد رحلة بسيارة الدفع الرباعيّ امتدت لتسع ساعات على طرق وعرة ومرتفعات شاهقة، شاهد السياح اثنين من صغار الفيلة يستريحان على ضفة بحيرة "إيهما"، في فترة ما بعد الظهرة. وتستغرق الرحلة الطويلة أقل من ساعتين انطلاقاً من "أكاغيرا غيم لودج" في الطرف الجنوبيّ إلى سهل كيلالا في الشمال. وهناك اثنان من الطرق الرئيسية، التي تجوب المحمية، أولهما طريق بمحاذاة الحدود الغربية، الذي يسير بشكل متعرج على سلسلة جبلية منخفضة، إلى أنْ يصل إلى سهل كيلالا في الشمال، ويعرف الطريق الآخر باسم "لايك شور رود"، الذي يجوب المنطقة ويمر عبر العديد من البحيرات في منتصف المحمية من الشمال إلى الجنوب. جاموس وحشيّوحتى في الأدغال الكثيفة، التي تقع على بعد عدة كيلومترات من اللودج، يشاهد السياح بعض الجاموس الوحشيّ بقرونه المنحنية، حيث تنتشر هذه الحيوانات حول برك المياه الصغيرة المنتشرة في المحمية الطبيعية. وأوضح المرشد السياحيّ بوسكو قائلاً: "عادةً ما يأتي الجاموس الوحشيّ إلى برك المياه الموحلة لترطيب جسمه، علاوة على أن الوحل يساعد الحيوانات على طرد الذباب عن أجسامها". وعلى مقربة من هذا الموقع تظهر بعض أنواع الظباء الأفريقية، التي تستوطن جنوب الصحراء الكبرى بصفة خاصة. وتقوم هذه الحيوانات بإصدار رائحة كريهة للغاية عندما تتعرض لهجوم.وقال المرشد السياحيّ بوسكو: إن عمليات الصيد الجائر للحيوانات كانت تمثل مشكلة كبيرة لرواندا، إلا أنه تم السيطرة عليها مؤخراً إلى حد كبير. وكلما انطلق السياح باتجاه الشمال، تزداد كثافة الغطاء النباتيّ في المحمية الطبيعية، حيث تتحول المناظر الطبيعية إلى مراعي السافانا، التي تتخللها أشجار السنط.ويشاهد السياح ظباء ذات جسم باللون البنيّ والأحمر وأرداف باللون الأسود والبنيّ وقرون قصيرة. ويبدو الفراء الأبيض على سيقان الظباء وكأنها ترتدي جوارب حتى الركبة.وبعد جولة بالسيارة امتدت لنحو ساعتين بمحاذاة الحدود الغربية للمحمية على ارتفاع 1825 متراً، وصل السياح إلى أعلى نقطة؛ وهي تلال موتومبا هيلز، حيث تنتشر في هذه المنطقة بعض المواقد وأكواخ صغيرة للحماية من البرد وبعض الحمامات.وعلى مقربة من ذلك توجد محطة لحارس المحمية الطبيعية لتقديم المساعدة للسياح في حالات الطوارئ. وأضاف المرشد السياحيّ بوسكو قائلاً: "عادةً ما يخيم السياح الأوروبيون في هذه المنطقة؛ نظراً لأنها تمتاز بالطقس البارد وهبوب الرياح باستمرار، علاوة على عدم وجود البعوض". غزلان خجولةوفي طريق النزول من المرتفعات تظهر الغزلان الخجولة إلى جانب الظباء، وبعد ذلك تظهر في الصورة أعداد لا تعد ولا تحصى من الحمار الوحشيّ، التي تمتاز بخطوط مختلفة، التي تشبه بصمة الأصابع لدى الإنسان. وتنتشر هذه الحيوانات في كل مكان في الأدغال أو تحت الأشجار أو في منتصف الطريق، وتكون في مجموعات أو منفردة.ويشاهد السياح خلال الجولة في المحمية الطبيعية نباتات الصبار، والأشجار الكثيفة، والسهوب المفتوحة، والمراعي الشاسعة، التي تظهر فيها الزرافات من مسافات بعيدة، ولم تكن هذه الحيوانات في محمية أكاغيرا من قبل؛ حيث أوضح المرشد السياحيّ أنّ جنوب أفريقيا قامت بإهداء هذه المحمية 6 زرافات ماساي خلال عام 1986، وكان ذلك على سبيل التجريب، للتأكد أنّ الزرافات يمكنها العيش في هذه المحمية، ولحسن الحظ وصل عدد الزرافات اليوم إلى 70 زرافة في محمية أكاغيرا.وبعد ذلك تنطلق رحلة السفاري باتجاه جنوب المحمية الطبيعية، ولا تزال الظباء والغزلان تظهر من وقت إلى آخر أمام كاميرات السياح، بالإضافة إلى الطيور ذات الألوان الرائعة والفراشات الجميلة وبعض القردة، وفي نهاية الرحلة تظهر الفيلة مرة أخرى قبيل العودة إلى "أكاغيرا غيم لودج".