ماذا فعلت الغيرة في نجوم الزمن الجميل؟.. "علقة موت" وجريمة قتل
  • Posted on

ماذا فعلت الغيرة في نجوم الزمن الجميل؟.. "علقة موت" وجريمة قتل

مشاهد الأبيض والأسود قديما كانت تعكس صفاء ومودة لا نعاصرها الآن، وكذلك كلمات مطربي الزمن القديم التي حملت بين طياتها المشاعر الرقيقة والمزاج الصافي، إلا أن حياة هؤلاء النجوم في ذلك الزمن النقي، لم تخلُ مشاعر الغيرة التي وصلت للكراهية والعداء حينا، وإلى الأذى في أحايين أخرى، ونستعرض أبرز عداوات الفنانين بسبب الغيرة. 1-حليم وفريد الأطرش يعد الصراع الأبرز بين مطربي الزمن الجميل، هو عداء العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وبلبل الشرق فريد الأطرش، وربما بدأت ظاهريا بسبب حفلات شم النسيم التي اعتاد "الأطرش" على إحيائها سنويا، إلى أن اضطر إلى السفر إلى بيروت عام 1966 ليتغيّب عن الحفل 4 سنوات متواصلة، وحل محله العندليب، وحينما عاد "فريد" طالب بحقه في تقديم الحفل، وبالفعل تم التعاقد معه، وهو الأمر الذي أغضب "حليم"، وأثار خلاف حاد بينهما وصل إلى تبادل الاتهامات، وحُسم الأمر بإقامة حفلتين، واحدة لفريد والثانية لحليم. لم ينه ذلك الأمر بينهما، فظل الخلاف قائما، خاصة حينما قرر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر إذاعة حفل فريد الأطرش على الهواء مباشرة، وهو ما لم يحدث مع "حليم"، حيث أذيع مسجلا. ووصلت غيرة فريد الأطرش من عبد الحليم الذي ظهر بعده ليقاسمه الشهرة وحب الجمهور، إلى أنه حينما يسمع بأن حليم يمثل مع فنانة، يطلبها في اليوم التالي ليعرض عليها مشاركته أحد الأفلام، وحدث ذلك مع فاتن حمامة، ولبنى عبد العزيز، ومريم فخر الدين. 2-حليم ومحمد رشدي مثلما قاسم عبد الحليم حافظ الشهرة والمجد مع فريد الأطرش الذي كان يسيطر على الغناء حينها، ظهر المطرب الشاب محمد رشدي في نهاية مشوار عبد الحليم، ليكون منافسا قويا له، بعد أن استطاع بصوته المميز ولونه الغنائي المختلف حشد شعبية كبيرة، بل وربما تجاوزت مبيعات حفلاته وأسطواناته مبيعات حليم. شعر "حليم" أن بساط المجد يذهب من تحت قدميه، فقرر خوض الحرب مع ذلك المطرب الشاب، فاتجه للشعبي هو الآخر مستقطبا الشعراء والملحنين الذين صنعوا أغاني "رشدي"، وعلى رأسهم محمد حمزة والأبنودي وبليغ حمدي، فغنى سواح، وتوبة، وعلى حسب وداد، ولم ينتهِ الأمر هكذا، بل طلب العندليب من كبار المسئولين لمنع إذاعة أغاني محمد رشدي على الراديو. 3-فايزة أحمد وصباح يُعد خلاف صباح وفايزة أحمد هو الخلاف النسائي الأشهر، لأنه وصل إلى الاشتباك بالأيدي، حيث صرّحت صباح أنها صفعت فايزة أحمد 3 مرات بسبب الغيرة، مشيرة أن المرة الأولى كانت في النقابة، حينما حاولت فايزة قص شعر الشحرورة، فصفعتها، ومرة أخرى كانت أمام عبد الحليم حينما سبتها. ومرة أخرى في أحد الحفلات بعدما أصرت فايزة أن تغني قبلها، وتطور الأمر بشدة بينهما، ولم ينته الأمر سوى بتدخل تحية كاريوكا لتضرب فايزة أحمد، وتعطيها "علقة ساخنة". وقال الكاتب المصري الراحل أنيس منصور، في مقال له: "فايزة أحمد كانت مشغولة بأحلام طائشة منها، أن يكون لها فساتين أكثر من صباح‏". 4-وردة وفايزة أحمد ة على الرغم من أن هناك عدد الخلافات العلنية بينهما، إلا أن مقربين منهما أكدوا أن هذه مجرد خلافات عادية وليس كما صورها الإعلام، فكانت دائماً تظن فايزة بأن وردة تحاول تعطيل مسيرتها، وفي الوقت ذاته تبتعد وردة باستمرار حيث كان آخرون يبلغونها بأن فايزة أحمد لا تترك مناسبة إلا وتنهال عليها بالاتهامات. وأحد المواقف التي ظهر ببينهما الخلاف أن شخصية عربية دعت فايزة أحمد إلى الغناء في حفلة عائلية، وأبدت استعدادها لأن تدفع أجرا عاليا عن هذه الحفلة، ووافقت فايزة أحمد، مبدية استعداداً  كاملاً، وقبل أيام من الموعد المحدد لإقامتها علمت أن وردة ستحضر الحفلة كمدعوة لأنها صديقة لصاحب الحفل، فرفضت فايزة الغناء قائلة: "لا استطيع أن أبدع الغناء والست وردة أمامي"، ولم يستطع صاحب الحفل سحب الدعوة التي وجهها إلى وردة لحضور الحفلة، وفايزة مصرة على عدم الغناء إذا كانت وردة أمامها، فلم يكن هناك إلا مخرج واحد للموقف إلا إلغاء الحفل، وقد كان. 5-أم كلثوم وأسمهان أشيع وجود منافسة بين كوكب الشرق أم كلثوم، والفنانة الساحرة أسمهان، حتى وصلت أن اتهمت الأولى في مقتل الثانية، بدافع الغيرة، والخوف على عرشها ومستقبلها من الموهبة الشابة والصاعدة بقوة حينذاك. وعلى الرغم من أن أسمهان تربت على ألحان أغاني أم كلثوم، وحينها كان الشيخ داوود حسني، أول من قارنها بكوكب الشرق، حين قال لها: "يا بنيتي أنتِ شيء خارق للعادة، فمنذ عامين اكتشفت صوت فتاة جميلة مثلك، وعلمتها الغناء لأجعل منها مطربة ترقى إلى صف أم كلثوم، إلا أنها توفيت بعد أن نضج صوتها". انتقلت المنافسة الحقيقية بين الفنانتين حينما غنّت أسمهان أغنية "حديث عينين" عام 1941، وهو التعاون الأول لها مع تعاونها الأول مع رياض السنباطي، وكانت تلك القصيدة من نصيب أم كلثوم، التي طلبت بعض التعديلات عليها، وحينها أقنع القصبجي زميله بإعطائها إلى أسمهان، التي ستغنيها كما هي، من دون تعديلات أو ملاحظات. ويذكر شقيقها فريد الأطرش في مذكراته وأحاديثه، وقال فيها: "كان هناك احتمال منافسة أسمهان لأم كلثوم بألحان محمد القصبجي، لو تسنى لها العيش مزيداً".