لموزعي صكوك الآخرة على ضحايا حادثة المطعم التركي .. هل هذا هو السؤال؟!
  • Posted on

لموزعي صكوك الآخرة على ضحايا حادثة المطعم التركي .. هل هذا هو السؤال؟!

في الوقت الذي غرقت فيه مواقع التواصل الاجتماعي على مستوى العالم  بالتفاعل مع الحادث الارهابي الأخير في مدينة اسطنبول التركية، كانت تعج على المستوى المحلي بالسؤال إن كان الضحايا الذي قتلوا في في الهجوم في ملهى ليلي أم في مطعم. ويبدو أن هذا السؤال أثار غضب الكاتب في صحيفة مكة عبدالله المزهر، ليكتب تحت عنوان "ملهى أم مطعم.. هل هذا هو السؤال؟!"، عن الأشخاص الذين راحوا يوزعون صكوك الآخرة على ضحايا الهجوم الارهابي، متناسين "الجريمة الحقيقية والمصيبة الكبرى، وهي إزهاق الأرواح". وأشارالكاتب إلى أنه كان قد تفاءل في فترات مضت أن مثل هذه العينات في طريقها للانقراض، ولكنه بعد قراءة عدد لا بأس به من التعليقات على هذه الجريمة البشعة قرر تأجيل موضوع التفاؤل هذا إلى وقت لاحق، ثم ألغاه نهائيا بعد أن قرأ أن الذباب ليس من الكائنات المهددة بالانقراض! وأكد المزهر أن الذين لديهم الكثير من الفضول حول مصير الناس في الآخرة فإن للمكان الذي تعرض للهجوم الإرهابي في إسطنبول موقع على الانترنت يمكنهم أن يزوروه ويتأكدوا من ماهيته حتى يمكنهم اختيار المكان الملائم في الآخرة، الذي يريدون أن يذهب إليه السعوديون الذين قتلوا في الجريمة الإرهابية. وقال "الحديث عن السعوديين تحديدا، لأن هذه الإشكالية بين موزعي صكوك الآخرة لم تكن لتحدث لو لم يكن هنالك ضحايا سعوديون لهذه الجريمة، فغير السعوديين في نظر هؤلاء يفترض أنهم في النار «by default»، سواء قتلوا في ملهى ليلي أم في مطعم بخاري". وأضاف "لكن ولنفترض جدلا أن المكان الذي وقعت فيه الجريمة كان ملهى ليليا، وأن الذين كانوا فيه ـ من السعوديين بالطبع ـ مجموعة من العصاة، فهل معصيتهم أيها المتحاذق الأبله تنسيك الجريمة الحقيقية والمصيبة الكبرى، وهي إزهاق الأرواح؟" وأكد المزهر "يمكنك أن تدعو لأي ميت بالرحمة والمغفرة، وأن يتجاوز الله عن ذنوبه ومعاصيه، وأن يعامله برحمته، لكنك تجد أن الأمر صعبا عليك، وتريد أن تتدخل في تحديد مصير كل ميت، وتبذل جهدا في سبيل إثبات أن كل من لا يروق لك في الدنيا سيكون مصيره جهنم في الآخرة". وأنهى الكاتب بأن "الجميل في الأمر والمعلومة التي قد تغيب عن ذهنك ـ عزيزي محور الكون ـ أن مصائر الناس في الآخرة بيد رب العباد، الرحمن الرحيم، وليست مرهونة بهيئة محلفين أنت أحد أعضائها. والمعلومة الأخرى التي تحاول تجاهلها ـ أيها السيد كامل الأوصاف ـ أن من أعظم ما يعصى به الله في الأرض هو سفك الدماء بغير وجه حق، والنفس المحرم دمها هي كل نفس بشرية، وليست فقط الأنفس التي تثير إعجابك".