كيف تكسب ابنك المراهق ؟
  • Posted on

كيف تكسب ابنك المراهق ؟

"المُراهقة" واحدة من أصعب المراحل العمرية التي يمر بها الإنسان ، فقد سُميت بذلك نظراً للتغيرات التي تطرأ على الشخص في هذا السن الحرج ، واختلاف الحالة النفسية والجسمانية، حيث تتسبب تلك التغيرات الفسيولوجية في اكتساب المراهق بعض الأنماط الفكرية والسلوكية الجديدة فيبدأ في صناعة عالم خاص به من نسج خياله، الأمر الذي قد يرهق من حوله أحياناً بسبب عدم قدرتهم على التكيف التام مع الوضع الجديد. ويرى عُلماء النفس أن المراهقة أخطر مرحلة نمو في حياة الإنسان لأنها عادة ما تكون مُحاطة بالمشكلات وقد يتعرض خلالها الفرد للعديد من التأثيرات الخارجية.فيما قد تختلف درجة استجابة المراهق وتعامله مع الأمور وفقاً للمعايير المجتمعية والقيم الأسرية ومدى قدرته على اكتساب المهارات لحل جميع المشكلات التي قد تعترضه مما يساعده في تطوير شخصيته وبناء ذاته.ويقول "نبيل حسين" معلم لغة عربية: إن أصعب ما أواجهه مع ابني هي محاولة اقناعه بالابتعاد عن رفاق السوء ، وما يحدث بيننا من مشاحنات ومناقشات لا يُجدي نفعاً، وأحياناً أفشل في إقناعه لأن الأبناء في هذا السن يتصفون بالعناد والتحدي.وتصدق على كلامه " عايدة كمال" ربَّة منزل معبرة عن أسفها الشديد تجاه التجربة التي عاشتها مع ابنتها – والتي وصفتها بالكارثة - عندما اكتشفت علاقتها السرية مع أحد زملائها بالمدرسة ، وحسب قولها فإن أكثر ما ساعدها على اجتياز تلك الأزمة مع ابنتها هو ضبط النفس والتدرج الشديد في معالجة الأمر من خلال التوجيه غير المباشر أحياناً والتعنيف تارة أخرى، حتى استجابت ابنتها وتفهمت مدى الخطأ الذي ارتكبته في حق نفسها.ويُعلّق على الأمر " د. هاني الدفراوي – الاستشاري النفسي السلوكي " قائلاً إن تلك المرحلة العمرية تفرض على صاحبها والمحيطين به تقبُّل أمور وحقائق جديدة نظراً للطفرة التي تحدث للمراهق والتطورات التي تلحق بالتنسيق الهرموني للجسم، ومن أهم المشكلات التي تحدث في مرحلة المراهقة:- الشعور بالتوتر والقلق.- تغيّر الحالة المزاجية.- الاضطرابات الجنسية.- تشتّت التفكير وعدم القدرة على اتخاذ القرار .ويؤكد الدفراوي على ضرورة أن تكون الأسرة على درجة كبيرة من الوعي في التعامل مع المراهق على نحو سليم، ومن أهم النصائح التي يجب الأخذ بها :- لابد من تقبّل الطبيعة الجديدة للشخص المُراهق، وعدم معاملته على أنه شخصٌ مختلف عما نحن مررنا به .- الحوار والاستماع الجيد له ومحاولة حل المشكلات بطرق عقلانية ومنطقية مُرضية.- لا مانع من منحه قدراً من الحرية لتصريف أموره الشخصية دون أن نُملي عليه الواجب فعله حرفياً.- احترام خصوصية المراهق من الأمور التي تزرع بذور الثقة بينه وبين أسرته.- تجنّب العناد أمامه لأنه يأتي عادة بنتائج عكسية.ويختتم الدفراوي مؤكداً على أن تلك المرحلة الفاصلة في حياة الإنسان بمثابة الجمرة الخامدة، لذا يجب أن يجتازها بأمان إيجابي حتي يكون قادراً على مواجهة المجتمع بفاعلية على مدى المراحل العمرية القادمة.