كيف تعلِّمين طفلكِ الاستفادة من أخطائه؟
  • Posted on

كيف تعلِّمين طفلكِ الاستفادة من أخطائه؟

عندما يخطئ الطفل غالباً ما ينحصر رد فعل الكبار في التفكير في كيفية عقابه، فورياً دون تفكير، وهو خطأ يقع فيه الآباء والمربون في المراحل التعليمية المختلفة للصغار، وما يغيب عن أذهان الكثيرين في هذا الصدد هو كيفية استثمار أخطاء الطفل واتخاذها فرصة لتعليمه الثواب والاستفادة منها للحيلولة دون الوقوع فيها مرة ثانية.حول هذه القضية تقول الدكتورة زينب حسن، الخبير التربوي إن أسس التربية السليمة تتطلب في البداية أن يكون المربون على قدر كبير من الوعي بأسس هذه التربية وسيكولوجية الطفل نفسه. مشيرة إلى أن من الأخطاء المتبعة والتي أصبحت أسلوب حياة بالنسبة للكثير من الأسر والمربين في المدارس ودور الحضانات هو مبادرة الطفل بالعقاب، والذي غالباً يكون بالضرب عند الوقوع في أي أخطاء دون النظر إلى نوعية الخطأ.مؤكدة أن هذا الأسلوب لا يساعد الطفل على الاستفادة من الخطأ كما أنه لا يمنعه من الوقوع فيه مرة أخرى، بل على العكس يُكسب الطفل صفات سيئة كضغف الثقة بالنفس والخوف والتردد. لافتة إلى أن أفضل السبل للتعامل مع الأخطاء التي يقع فيها الطفل واستثمارها بشكل إيجابي هي تفهم طبيعة الخطأ الذي وقع فيه ومساعدته على إصلاحه؛ فعلى سبيل المثال في حالة ارتكاب الطفل خطأ معنوياً في حق زميل له أو شخص أكبر منه يفضل توضيح الخطأ للطفل بقدر من الهدوء والحوار، وتعليمه قيمة الاعتذار للآخر وأثر ذلك على تحسين علاقته بالآخرين ومحاولة استخلاص بعض القيم التربوية حول ما ارتكبه من خطأ كاحترام الكبير وحسن معاملة الرفاق والأصدقاء. وتابعت: وكذلك الأمر في بعض السلوكيات التي تنمّ عن صفات سلبية لدى الطفل كالأنانية وحب التملك وغيرهما من الصفات السيئة، حيث يجب توجيه الطفل بقدر من الهدوء، مع التأكيد على القيمة الأساسية وهي أن الإنسـان الناجح هو من يستغل كل خطأ يقع فيه، ويتعلم منه دروساً في حياته. وأردفت: أما الأخطاء المادية التي يقع فيها الطفل مثل كسر الأشياء أو تضييعها أو ما شابه ذلك فلا يجب أيضاً معاقبته بالضرب؛ خاصة إذا كان خطأ غير مقصود، أما إذا كان مقصوداً فلابد من البحث عن دوافعه من وراء ارتكاب هذه الأخطاء ومحاولة معالجتها بشكل أكثر إيجابية والبحث عن حلول نفسية وتربوية لها.