كيف تعرف أنك مضطرب نفسياً ؟
  • Posted on

كيف تعرف أنك مضطرب نفسياً ؟

قد تطرأ على الإنسان بعض التغيّرات النفسية والتقلّبات المزاجية بين الحين والآخر، وربما لا يتواجد سبب واضح وراء ذلك، فقط ينتابه الشعور بعدم الارتياح أو التوتر بوجه عام. تشير إحدى الدراسات إلى أن المتاعب النفسية مسؤولة بنسبة كبيرة عن الإصابة بكثير من الأمراض العضوية، مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، وهنا قد يحتاج الإنسان إلى العلاج النفسي بالتزامن مع العلاج الدوائي. تقول دعاء عبدالشافي، محاسبة، إنها قد تشعر بنوبات من الغضب والعصبية المفرطة من آنٍ لآخر بسبب ضغوط العمل، مما يضطرها إلى اعتزال الناس بعض الوقت. وتتفق معها هبة نبيل، معلمة رياض أطفال، قائلة بأنه كثيراً ما يشعر الإنسان بالضيق والرغبة في البكاء دون سبب محدد. وتعقّب الدكتورة نهى خطاب، استشاري الأمراض النفسية، بأن بعض المتاعب والاضطرابات النفسية قد لا تكون بالضرورة مؤشراً لإصابة الإنسان بأحد الأمراض النفسية. متابعة أنه من الطبيعي أن تتألّم نفس الإنسان بسبب الظروف المحيطة أو نظراً لتعرضه لبعض الضغوط الحياتية. موضحة أن ما يحتاجه الإنسان فعلاً هو مصارحة نفسه بالأمر، أي يجب عليه أن يدرك حقيقة شعوره بأنه ليس على ما يرام، فالاستسلام للمتاعب النفسية قد يزيد الأمر سوءاً؛ مما قد يؤدي إلى بعض حالات الاكتئاب. مؤكدة أن التعرّف على سبب المشكلة يساعد بلا شك في حلها والتغلّب عليها، وقد تغني تلك الخطوة الهامة عن اللجوء إلى الطبيب النفسي. مقدمةً بعض النصائح الهامة للوقاية من الاضطرابات النفسية وهي: - لابد أن يعرف الإنسان أهمية الاسترخاء في الحياة، حيث يجب أن يخصص لنفسه وقتاً يومياً للجلوس مع النفس ومحاورتها في صمت. - للتخفيف من ضغوط العمل، يمكن أن يغمض الإنسان عينيه لبرهة من الوقت، مما يساعده على الشعور بالراحة ويحفزه على مواصلة الأداء اليومي. - يجب ألا يكون الإنسان مضطراً للبقاء في أحد الأماكن أو برفقة أحد الأشخاص الذين يسبّبون المتاعب النفسية له، فليحاول التخلص من ذلك. ويعلّق الدكتور هاني الغامدي، الأخصائي النفسي، في برنامج "سيدتي" المذاع على قناة روتانا خليجية قائلاً بأنه يجب التفرقة بين ثلاثة أمور وهي العوارض النفسية والأمراض النفسية وكذلك الأمراض الذهانية. مشيراً إلى أن جميع الناس يمرون بالعوارض النفسية نتيجة الضغوط الحياتية المختلفة والتي قد تكون سبباً في حدوث الإصابة ببعض الأمراض النفسية، أما الأمراض الذهانية وهي أشد خطورة والتي تنتج عن تغيير في كيمياء المخ فهي تحتاج إلى درجات متقدّمة من العلاج. متابعاً أن الإنسان يمر خلال حياته بالعديد من الصراعات النفسية، والتي تتراوح ما بين الرغبات والأمنيات في الحياة، وحيال ذلك هناك البعض ممن يستطيعون السيطرة على انفعالاتهم الداخلية من خلال قوة العضلات النفسية. مضيفاً أن هناك فئة أخرى من الأشخاص قد يعجزون عن مجاراة الأحداث والصراعات الحياتية؛ مما يجعلهم يصابون باليأس والشعور بالفشل، نتيجة عدم القدرة على تقبّل الأمر الواقع. مؤكداً أن فهم الإنسان لإمكاناته وإدراكه للواقع من حوله يساعده على السعي نحو تحقيق الأهداف على نحو متوازن، مما يجنبه في كثير من الأحوال الإصابة بنوبات من المتاعب النفسية. محذراً من خطورة أحادية التفكير والتقوقع حول فكرة بعينها دون طرح بعض البدائل في ضوء الإمكانات المتاحة؛ حتى لا يصاب بالإحباط. ناصحاً بضرورة أن يقوم الإنسان من آن لآخر بمراجعة النفس والإصرار على التغيير تجاه بعض الأمور، وهي ما تسمى فلترة النفس؛ مما يساعده على مراجعة الحسابات وتصفية الذهن؛ تجنباً للوقوع فريسة للأمراض النفسية.