العديد من الأطفال يصومون خلال شهر رمضان، على الرغم من عدم مطالبتهم بذلك قبل سن البلوغ. حيث يحرص الكثير من الآباء على تشجيع أطفالهم على الصيام في سن مبكر للاعتياد على الصيام وطقوسه. ونظراً لأن الأمر جديد عليهم، ويحتاجون في البداية إلى التعود على الشعور بالانضباط الذي يتطلبه الصوم، فمن الضروري تعليمهم ذلك بطريقة صحيحة، خاصة وأن رمضان يأتي خلال أشهر الصيف. لا يعتبر الصيام عملية سهلة بالنسبة للصغار، خاصة وأنهم أكثر نشاطاً وحركة ويحتاجون إلى المزيد من الطاقة والسوائل. لذلك، على الآباء أن يحددوا ما إذا كان في مقدور أطفالهم الصيام ولأي مدى يمكنهم الصيام. ويتطلب هذا الأمر تقييم الآباء لحالة أطفالهم الصحية، مستوى نشاطهم، قدرتهم على تحمل الجوع وطبيعة تناولهم للطعام. احرص على أن تجعل أطفالك يشاركون في اتخاذ قرار الصيام، وساعدهم على التعود على تناول كميات أقل من الطعام خلال فترة النهار وتقليل عدد الوجبات تدريجياً قبل بداية شهر رمضان. الأطفال أقل من 10 سنوات، عليهم الصوم في البداية حتى الظهر، وزيادة وقت الصيام على مدار الشهر. وينصح الآباء بمراقبة ما يتناوله الأطفال من الطعام للتأكد من حصولهم على السعرات الحرارية والسوائل التي يحتاجون إليها. ينبغي تشجيع الأطفال على تجنب ممارسة الأنشطة التي تحتاج إلى مجهود بدني كبير، وتناول الكثير من السوائل خلال ساعات الإفطار. وجبة السحور تعتبر أساسية للأطفال، وينبغي أن تحتوي على أطعمة غنية بالألياف مثل الحبوب الكاملة، البقوليات، الفاكهة، الخضروات، ومصادر البروتين مثل اللحوم الخالية من الدهون، البيض ومنتجات الألبان لمساعدتهم على الشعور بالشبع لفترة أطول. مع ضرورة الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالسكر التي لا تقدم لهم أي فائدة غذائية فقط المزيد من السعرات الحرارية والأطعمة المالحة لتجنب العطش. من الأخطاء التي يقع فيها الكثير من الآباء إجبار أطفالهم على الإفراط في تناول الطعام على الإفطار أو السحور. هذا الإفراط في تناول الطعام قد يسبب الإصابة بعسر الهضم، الانتفاخ وعدم الشعور بالراحة. في بعض الأحيان، يكون من الأفضل تقسيم وجبة الإفطار إلى وجبتين. يجب الامتناع عن تناول المشروبات الغازية، التوابل والأطعمة المقلية. كما ينبغي أن يحصل الأطفال على السعرات الحرارية التي يحتاجون إليها خلال ساعات الإفطار. أهم شيء الحرص على تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة مثل الأطعمة المصنوعة من الحبوب الكاملة  كالمعكرونة البنية، الكينوا، الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة، إلخ، بالإضافة إلى الفاكهة والخضروات، منتجات الألبان (الحليب، الزبادي، والجبن)، اللحوم وبدائلها (اللحم البقري، الدجاج، الديك الرومي، البيض، المكسرات، البقوليات) والدهون الصحية (زيت الزيتون/الكينولا، الأفوكادو، الأسماك الدهنية، وبذور الكتان)، هذا إلى جانب الحفاظ على رطوبة الجسم، وعدم بذل مجهود كبير أثناء ساعات الصيام.