كيف تجعلين ابنك سعيداً في سنته الدراسية الأولى ؟
  • Posted on

كيف تجعلين ابنك سعيداً في سنته الدراسية الأولى ؟

تُمثّل مرحلة ما قبل المدرسة أهم مرحلة في حياة الطفل، لتأثيرها الكبير في تشكيله الذهنيّ والنفسيّ، من أجل ذلك تواجه الكثير من الأمهات حيرة كبيرة حول السن المناسبة لإلحاق طفلها بالروضة.. ومتى يبدأ إعداده للتعليم بها.. وما السبل المناسبة لتعليمه في هذه السن ومدى استجابته لها؟ وغيرها من التساؤلات التي تظل مثارة في عقول الأمهات وتحاول البحث لها عن إجابات شافية.ففي هذا الإطار كشف بحث تربويّ حديث عن أنّ احتواء الأم طفلها على مدار الثلاث السنوات الأولى من عمره دون إلحاقه بأيّ دار للروضة يجعل استجابته للتواصل مع أقرانه فيها وكذلك استجابته للتعليم تكون أفضل من الأطفال الذين يلتحقون بالروضة بوقت مبكر، ومن ثَمّ يرى الباحثون أنّ السن المناسبة للروضة هو ثلاث سنوات. حول هذه القضية تقول "الدكتورة هانم صلاح- أستاذ علم النفس" أنّ مرحلة الروضة، من المراحل الحيوية والمهمة في حياة الطفل، وتحتاج إلى إعداد جيد من قبل الأسرة وتهيئة واعية للطفل، حيث إنها تمثّل بالنسبة له مرحلة فارقة يتحوّل فيها من عالم لا ينشغل فيه سوى باللعب فقط إلى عالم جديد يفرض عليه خبرات جديدة وعلاقات جديدة، كما تحكمه بعض الضوابط التي لم يتعوّد عليها من قبل، والتي من بينها وأهمها الاستيقاظ في وقت معيّن، والبعد عن الأم لفترات ليست بالقصيرة، وغيرهما من التغييرات التي تشكل في كثير من الأحيان صعوبة شديدة على الطفل والأم على حد سواء.مؤكدة أنّ هذه المرحلة تتطلب تهيئة للطفل من خلال الحديث معه بأنه سيلتحق بالروضة، وأنه سيجد فيها لعباً وأصحاباً، وسيأخذ كتباً جميلة وغيرها من المحفزات، مع التأكيد أنها تبتعد عنه لفترات محدودة، وليس غياباً كاملاً، حيث إنّ أكثر ما يزعج الطفل هو شعوره بأنه سيحرم من أمه وأنّ غيابها عنه سيكون دائماً.مشيرة إلى أنه من أجل ذلك ينصح بضرورة أنْ تبقى الأم مع طفلها لبعض الوقت في الأيام الأُولى من التحاقه بالروضة؛ حتى يتأقلم ويتكيّف مع المكان ويكوّن صداقات.كما علّقت في سياق الحوار "الدكتورة زينب حسن- الخبير التربويّ" قائلة: لو أنّ للأسرة دوراً كبيراً في تهيئة الطفل لدخول الروضة، فإنه في المقابل على مسؤولي الروضة ذاتهم دور أكثر أهمية من خلال إعداد البرامج الترفيهية والتعليمية بقدر من الذكاء والتفهم لطبيعة المرحلة التي يمر بها الطفل.لافتة إلى أنّ هناك برامج كثيرة لإفادة الطفل في هذه المرحلة، لكن من أهم البرامج والمناهج التربوية المتبعة حالياً في أفضل الأماكن المتخصصة لهذه السن على مستوى العالم هو منهج "المنتسوري"، الذي يعتمد على طريقة مبسطة في تعليم الطفل، مع البعد عن أسلوب التلقين والحفظ، حيث إنها تركز بالأساس على قدرات وإمكانات الطفل والاعتماد على حواسه في التعلم واكتشاف العالم من حوله.وأضافت: من الأخطاء التي تقع فيها المربيات في دور الروضة هو عدم مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال في نفس السن، حيث إن ذلك يؤثّر بالسلب على الأطفال.مؤكدة ضرورة أنْ تكون المعلومات التي يتم تقديمها للطفل في العام الأول من الحضانة بسيطة، وبقدر بساطتها تكون ممزوجة باللعب والموسيقى وغيرهما من المحفزات التي تزيد من إقبال الطفل على الحضانة والتعليم فيها.