قاض سابق يصحح الفهم الخاطئ لحديث "قضاة الجنة والنار"
  • Posted on

قاض سابق يصحح الفهم الخاطئ لحديث "قضاة الجنة والنار"

  صحح المحامي والقاضي السابق في ديوان المظالم، محمد الجذلاني، الفهم الخاطئ لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "القضاة ثلاثة.. قاضيان في النار، وقاضٍ في الجنة"، مؤكدا أن الفكر الخاطئ لدى البعض عن مفهوم الحديث نابع من الأخذ بمسلمات الأمور دون تفكير، والنظر لأصناف المتعاملين مع المحاكم وتقسيمهم، بينما القضية تستحق أن يدركها كل شخص بعمق ووعي جيد. وقال "الجذلاني"، في مقاله المنشور بصحيفة "الرياض" السعودية، إن تقسيم القضاة على أساس العدد حيث يكون ثلث القضاة في الجنة والثلثين في النار فهم خاطئ للحديث النبوي، مشيرا إلى أن واقع الأمر يدل على أن هذا التقسيم هو للنوع وليس للعدد. وأوضح القاضي السابق، أن المعنى الحقيقي للحديث واضح وجلي في آخر الحديث بقوله صلى الله عليه وسلم: "فأما الذي في الجنة: فرجلٌ عرف الحق فقضى به، ورجلٌ عرف الحق فجار في الحكم فهو في النار، ورجلٌ قضى للناس على جهل فهو في النار"، رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة. وحول القبول بأحكام القضاء، أوضح "الجذلاني" أنه ليس من المتصور أن يخرج الطرف الخاسر في الدعوى القضائية راضياً عن القضاء والقاضي، لأن الذي يرضى عن القضاء والقضاة هو الطرف المحكوم له، لافتا إلى أن واحداً من بين أربعة فقط هو الذي يحكم له القضاء بما طلب ويخرج راضيا. وصنف المتقاضين أمام القضاء إلى 4 أنواع: -كاذب في دعواه، وهذا يخسرها، ويحكم القضاء ضده. -صادق في دعواه، وهو ليس لديه بينة على ذلك، فهذا أيضاً يخسر دعواه. -وصادق في دعواه ولديه بينة؛ إلا أن بينته غير موصلة ولا تكفي للحكم له، فهذا أيضاً يخسر دعواه. -صادق في دعواه ولدية بينة موصلة، تصلح لإثبات دعواه، فهذا هو الذي يحكم له القضاء فقط. وأكد "الجذلاني"، أن هذا التقسيم باعتبار الأصل، وإن كان قد يختلف باختلاف قدرة الخصوم  على قوة الحجة والمرافعة والقدرة على التلاعب بالحقائق، وبمستويات فهم القضاة وعلمهم، وهو ما يفسر مستوى الخلل في فهمهم لمرتكزات الحكم وأسبابه لا في الحكم ذاته. واختتم مقاله بالتأكيد أن الفروق الكبيرة بين المحامين تبرز في الأساس من الأداء أمام المحاكم، إذ يجيد بعضهم إبراز حجج موكله، وتقوية موقفه، بينما يخفق البعض في ذلك فيضيع الحق على موكله وهو صاحب حق، وبالتالي يرى أنه بالتدقيق والفهم الجيد يتضح أن  الملام الحقيقي هو الخاسر نفسه، لكونه أحد الأصناف الثلاثة المذكورين الذين لا يحكم  لهم القضاء، ويظن أن المخطئ هم القضاة.