الطفرة التكنولوجية التي يعيشها العالم اليوم، وإن كانت في مجملها تهدف إلى توفير الوقت والجهد على الانسان في إنجاز الأعمال المختلفة مع الحفاظ على وسائل الراحة والرفاهية وهو ما أوجدته فعلا، إلا أن لها أوجه أخرى من التأثير على حياتنا قد يعتبرها الكثيرون تأثيرات سلبية  على سوق العمل. التّكنولوجيا في البداية لا بد من معرفة معنى وأصل الكلمة، التي عرّفتها الموسوعة الالكترونية العربية "موضوع" بأنها عملية لتطبيق العلوم والمعارف بشكل منظم في الميادين كافة؛ وتطويعها لخدمة الإنسان، لكن هذه العملية كما قلنا سابقا، وإن كان الهدف الأساسي منها خدمة الانسان إلا أن التشغل الآلي الذي توفره يشكل خطرا كبيرا على ملايين الوظائف التي باتت مهددة بالانقراض بسبب التقدم التكنولوجي. فرص العمل المهددة بالانقراض تعتبر الوظائف القابلة للأتمتة أوالتطبيق من قبل الحاسوب هي الأكثر عرضة لخطر الاختفاء، وهو ما أكدته العديد من الدراسات والتقارير والبيانات المتخصصة في التوظيف، كأرقام  منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي كشفت بأن ما معدله 57 بالمئة من الوظائف في العالم مهددة بالزوال. موقع كاريركاست أورد أبرز 200 فرصة عمل ستختفي قريبا في ظل استمرار التقدم التكنولجي ومنها: قارئو العدادات والفلاحون - نسبتهم ستنخفض قرابة 19بالمئة عام 2022. مهنة ساعي البريد - نسبتهم ستنخفض 28 بالمئة العام 2022. مراسلو الصحف، نسبتهم ستنخفض 13 بالمئة لعام 2022. وظيفة الجواهرجي، نسبتهم ستنخفض 10 بالمئة لعام 2022. مضيفو الطيران بانخفاض، نسبتهم ستنخفض 7 بالمئة لعام 2022. ووكلاء التأمين، نسبتهم ستنخفض 6 بالمئة لعام 2022. الخياطة، نسبتهم ستنخفض 4 بالمئة لعام 2022. اتساع الفجوة يشار إلى أن أبرز فرص العمل المهددة بالتلاشي هي مهن أصحاب الدخل المحدود الأمر الذي سيؤدي الى اتساع الفجوة بين الفقراء والأغنياء،  بحسب كبير الاقتصاديين في بنك إنكلترا أمدي هالدين، فيما أشار مدير شركة ديلويت للمحاسبة انغلوس كاتلر، إلى خطورة اتساع تلك الفجوة مع استمرار الوظائف ذات المهارات المتدنية في الاختفاء. الحل يؤكد تقرير أجراه باحثون من "سيتي بنك" و"جامعة أكسفورج" أن التقدم التكنولوجي سيتطلّب مجموعة جديدة من المهارات في سوق العمل. وتحسباً لهذا، ومن أجل التحضير للغد، يدعو التقرير للأستمرار بالتعليم باعتباره أحد أكثر السبل فعّالية لمواجه مخاطر الأتمتة.