علاقة الجيران.. بين ماضٍ من المحبة وحاضر الاختصام
  • Posted on

علاقة الجيران.. بين ماضٍ من المحبة وحاضر الاختصام

كان أكثر ما يميز العلاقة بين الجيران في المجتمعات العربية في الماضي هو الوئام والترابط والتعاون, فيما تحولت هذه العلاقة بمرور الوقت إلى القطيعة والخصام والنزاع الذي بلغ ببعض الجيران للاختصام أمام ساحات المحاكم, فلماذا وصلت العلاقة بين الجيران إلى هذا الحال. في هذا السياق تقول "أم محمد"55 عاماً، ربة منزل، إن العلاقة بين الجيران في الماضي كانت تكسوها مشاعر الترابط والتراحم, فكان الجار بالنسبة لجاره بمثابة الأخ يشاركه في أفراحه ويواسيه في أحزانه, مؤكدة أنه كان لوالدتها جارة تتميز بالطيبة الزائدة؛ حيث كانتا تشاركان الأعمال المنزلية ورعاية الأبناء, مشيرة إلى أن الأعياد والمواسم كان لها طعم خاص بين الجيران، معتبرة أن هذه الأمور اختفت الآن إلى حد بعيد؛ حيث أصبح كل جار يؤثر الانغلاق على نفسه ولا يرغب في مجرد التعرف على جيرانه. فيما يقول أحمد ذكري، مدير عام إنه لايزال هناك من يحتفظ بروح العلاقة الطيبة التي كانت في الماضي بين الجيران، مؤكداً أنه وأسرته أشد حرصاً على حسن العلاقة بين جيرانهم؛ حيث يصفهم بـ"عشرة العمر"، مؤكداً أنهم وقفوا بجانبه في كثير من الأزمات، وهو كذلك، معتبراً أن الأمر يتوقف على حسن المعاملة ومدى التوافق بين الجيران. تقول الدكتورة علا شاهين، أستاذ علم الاجتماع، إن حجم التغيرات الاجتماعية والقيمية التي طرأت في الآونة الأخيرة على المجتمعات العربية وخاصة سيادة نزعة الفردية حتى على نطاق الأسرة الواحدة, ساهم في انحصار كثير من القيم الطيبة التي كانت سائدة في الماضي والتي كان من بينها العلاقة بين الجيران والتي كان يحكمها الوئام والترابط والتكافل.مشيرة إلى أنه في الماضي كان هناك قدر كبير من التعاون والتعارف بين الجيران، فيما تحول الأمر إلى أن أصبح كل جار يرغب في عدم الاختلاط بجاره؛ وهذا فضلاً عمّا يحدث من مشاحنات. مؤكدة أن هذا الأمر كان له مردود مختلف بين الأجيال الصغيرة في الماضي والحاضر، حيث كان في الماضي تزرع في الطفل قيم اجتماعية هامة مثل التعاون والتكافل، فيما اختلف الأمر الآن بسبب سيادة نزعة الفردية؛ ما يحرم الأطفال من هذه القيم الجميلة.ولفتت إلى أنه لا يمكن تعميم الأمر؛ حيث لاتزال تحتفط العديد من الأسر بقيم الماضي في علاقاتها بجيرانها.