طفل تركي يحرج الكبار بإنسانيته.. ماذا فعل لأشقائه في حلب؟
  • Posted on

طفل تركي يحرج الكبار بإنسانيته.. ماذا فعل لأشقائه في حلب؟

منذ اندلاع الأزمة السورية، لا يمر يوم دون ذكر إحدى المآسي والمعاناة التي يعيشها أهالي سوريا، ليس فقط أولئك الذين لا يزالون متمسكون بأرضهم وتراب وطنهم، لكن أيضا اللاجئين الذين شردتهم  ويلات الحرب في كل بقاع الأرض رغما عنهم. ووسط كل هذه المآسي نرى الكثير من القصص التي ترسل لنا رسالة واحدة مضمونها "ما زال هناك خير"، حيث تبرع طفل تركي ينتمي إلى عائلة فقيرة، ويبلغ من العمر ستة أعوام، بحذائه الشتوي الوحيد لأطفال سكان شرقي حلب، الذين شملتهم عمليات الإجلاء، ليكون سببا لإلهام الكثير من المواطنين والتجار الأتراك إلى التبرع بخمسة آلاف حذاء للحلبيين خلال فترة قصيرة. علم الطفل الصغير بشأن حملة الإغاثة: "افتحوا طريقا إلى حلب"، التي أطلقتها هيئة الإغاثة الإنسانية التركية "İHH"، لجمع التبرعات للمدنيين الذين تم إجلاؤهم إلى المناطق الآمنة، لمساعدتهم في هذه الأيام الباردة، ليقرر دعمهم بأغلى ما يملك. أخبر الطفل والده أنه يريد التبرع بزوج حذائه الشتوي الوحيد الذي يمتلكه إلى أطفال حلب، ليقوم والده الفقير الذي لا يمتلك النقود التي تكفي لشراء حذاء آخر لطفله، بأخذه إلى مكتب الحملة ليتبرع بحذائه الوحيد الذي اشتراه العام الماضي. "جئت بهذا، أرجو أن تأخذوه"، كانت هذه هي الجملة التي قالها الطفل بمكتب جمع التبرعات، وبالرغم من أنهم في العادة لا يقبلون التبرع بالأغراض المستعملة، ولكن براءة الطفل جعلتهم يقبلون تبرعه، وذلك  بحسب ما قاله رئيس منطقة "آي كنت" الصناعية بولاية قونيا، وسط البلاد، حسين باطي. وأضاف "باطي"، أن والد الطفل قال لهم إنه ليس لديه نقود كي يشتري حذاء شتويا جديدا لابنه، وأن لديه 50 ليرة تركية، أي ما يقارب 14 دولارا، وأنه  يريد التبرع بها لسكان حلب، موضحا أنه تأثر كثيرا مما رأى من كرم الطفل ووالده وتضحيتهما، فقام بنشر ذلك في موقع التواصل الاجتماعي. كان حذاء الطفل الصغير نواة لخير كبير، فبعد أن انتشر ما فعله على مواقع التواصل الاجتماعي، طلب أحد مصنعي الأحذية في اسطنبول حذاء هذا الطفل، ولكن الحملة أخبرته بأنهم سيقومون بإعطائه للشخص الأكثر تبرعا بالحملة، فتبرع هذا التاجر بألفين و500 زوج حذاء إلى الهلال الأحمر التركي لإرسالها إلى سكان حلب. ولم تتوقف التبرعات التي تسبب حذاء الطفل في جمعها عند هذا الحد، حيث أنه عندما علم حرفيو الأحذية في المنطقة الصناعية، بخبر تبرع الطفل بزوج حذائه الشتوي الوحيد، انتابهم شعور عاطفي كبير، وقاموا بجمع ألفين و500 زوج حذاء في قونيا، لإرسالها إلى سكان حلب. يقول "باطي": "أصبح تصرف هذا الطفل الصغير الذي لم يتسن لنا معرفة اسمه، أملا لآلاف المظلومين، حيث يتصل بنا المتبرعون عبر الهاتف، ويسألون عن الطفل، بحثنا عنه ولم نجده، تبرع وذهب، ونأمل أن يأتينا مرة أخرى لنتعرف عليه".