طفلك الأعسر.. تعرفي على مهاراته وأسلوب التعامل معه
  • Posted on

طفلك الأعسر.. تعرفي على مهاراته وأسلوب التعامل معه

غالباً ما يصنف وجود طفل أعسر داخل الأسرة بأنه حالة استثنائية, تحتاج إلى تعامل مختلف, وقد تعتبرها بعض الأسر نوعاً من النقص عند الطفل فتحاول إجباره على استخدام يده اليمنى, فيما يعتبرها آخرون مؤشراً على تميز الطفل وارتفاع مستوى ذكائه كما رسخ في أذهان الكثيرين.وما بين هذا وذاك تغيب الحقائق العلمية الموضحة والمبينة للأمر، وهذا ما نحاول البحث عنه في سياق السطور التالية: حيث توصل أحد الأبحاث إلى أن تفضيل الطفل إحدى يديه سواء اليمنى أم اليسرى إنما هو مرتبط بجين في فص المخ، حيث يتميز الأطفال الذين يفضلون استخدام يديهم اليسرى بوجود جين يدعى LRRTM1 وهذا الجين يجعل نشاط الفص الأيمن من المخ أكثر من الأيسر، أي أن الموضوع وراثي وليس له دخل بالعادات والتربية. وفي السياق نفسه، حذرت دراسة ألمانية الآباء من إجبار طفلهم الأعسر على استعمال يده اليُمنى؛ مؤكدة أن ذلك يؤثر بالسلب على مخ الطفل ومهاراته الذهنية، وأوصت الدراسة الآباء بتوفير أغراض الحياة اليومية المناسبة لحالة الطفل وتدريبه على الوضعية السليمة عند استعمال يده اليسرى بشكل مبكر قدر الإمكان.وأكدت دراسة أخرى أعدها باحثون في جامعة جونز هوبكنز أن نسبة الذكاء لدى الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليمنى تكون أقل 15% من نسبة الذكاء في الأشخاص الذين يفضلون اليد اليسرى. وذكرت الدراسة أن أغلب المتفوقين في الجامعات هم ممن يستخدمون اليد اليسرى، وأن أدمغة هؤلاء الأطفال تكونت بطريقة مختلفة تمكنهم من زيادة قدراتهم، كما أن الجين المكتشف لدى الأطفال الذين يستخدمون اليد اليسرى له دور في حماية مراكز اللغة والتخاطب. وفى هذا السياق، يقول الدكتور أشرف عبدالوهاب استشاري المخ والأعصاب: "هناك بعض الأساليب الخاطئة التي يتبعها بعض الآباء مع الطفل الأعسر تكون لها تبعات سيئة عليه, كأن يتم التعامل معه على أنه يعاني من إعاقة معينة أو نقص ما يكون له تأثير سلبي عليه من الناحية النفسية". وأضاف: "من الأساليب الخاطئة أيضاً أن يتم إجبار الطفل على استخدام يده اليمنى وترهيبه وتوبيخه"، لافتاً إلى أنه بإمكان الأسرة تعليم الطفل الأعسر بعض المهارات بيده اليمنى مثل الأكل أو حمل الأشياء الخفيفة شريطة أن يتم ذلك بشكل تدريجي ودون إجبار أو توبيخ وترهيب, مشدداً أنه على الأسرة أن تعلم أنها تتعامل مع أمر مركز تحكمه في مخ الطفل وليس بإمكانه تغييره بنفسه.