ضبط خصوصية حسابك الشخصي يحميك من التحرش الإلكتروني
  • Posted on

ضبط خصوصية حسابك الشخصي يحميك من التحرش الإلكتروني

لم يعد التحرش الجنسي مقتصراً على المشاهد التي تنتشر في الشوارع، بل امتدت إلى داخل البيوت، والتي انتشرت بفعل الاستخدام المستمر للأجهزة الإلكترونية، والتي تتنوع في عدة أشكال كالهاتف المحمول والبريد الإلكتروني والمواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى "البلوتوث"، وغيرها من المواقع والمنتديات. ويقوم المتحرش الإلكتروني بإرسال عشرات الرسائل، التي تحتوي على وعود بالزواج، أو عروض لتمضية سهرة، أوصور إباحية، أو عبارات جنسية خادشة للحياء، أو مكالمة في منتصف الليل، كمحاولة للبحث عن ضحيته عن بعد.وأكدت دراسة أمريكية أن استخدام هوية مثيرة على الانترنت يزيد من احتمالات تعرض الفتيات للأذى عبر الشبكة الإلكترونية، مشددة على أن الأهالي عليهم ضرورة مراقبة بناتهم المراهقات أثناء استخدامهن للإنترنت.وأضافت الدراسة، التي نُشرت في مجلة طب الأطفال بشأن المخاطر التي تتعرض لها الفتيات لدى استخدامهن الإنترنت، أن اللواتي وقعن في السابق ضحية تحرشات جنسية أو يستخدمن صوراً مثيرة يزدن من مخاطر التعرض للأذى.وأشارت إلى أن طريقة تقديم الفتيات لأنفسهن على الشبكة من خلال الصورة أو الاسم تُشكل أحياناً دعوة للاستغلال أو التحرش الجنسي، مضيفة أن طريقة تقديم الناس لأنفسهم يمكن أن تغيّر الطريقة التي يتفاعل بها مستخدمو الإنترنت.ورصدت الدراسة تعرض 104 فتيات، تتراوح أعمارهن بين 14 سنة و17 سنة للتحرش الإلكتروني، مقابل 69 لم يتعرضن لأي نوع من التحرش.وأظهرت الاختبارات أن 40% من الفتيات تعرضن للتحرش على الشبكة، موضحة أن طريقة عرض الذات من خلال الهوية والصورة على علاقة وثيقة أيضاً بنظرة الفتاة إلى نفسها.ضبط الخصوصية هو الحل:بحسب نصائح المتخصصين فإن ضبط الخصوصية لأي حساب إلكتروني هو الحل لتجنب حالات التحرش والمضايقات عبر الأجهزة الإلكترونية، حيث يمنع هذا الضبط إرسال أي متطفل لرسائل خارجة إلا بإذن صاحب الحساب.أما النصيحة الثانية، التي يقدمها المتخصصون، فهي طريقة التعامل المُثلى عند محاولة أي شخص التطفل أو إرسال رسائل غير لائقة، وذلك من خلال تجاهل هذه الرسائل وحظر مُرسلها، وتقديم بلاغ لشرطة مكافحة جرائم الإنترنت لملاحقته قانونياً.ويجب على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة الفتيات، عدم وضع صور شخصية لهن، تدفع المتحرشين لإساءة استخدامها.وعلى مستخدمي الإنترنت عدم الوثوق في أي شخص مجهول بالنسبة لهم، حيث من الممكن أن ينتحل المتحرش شخصية فتاة ليسهل له التعرف على الفتيات، ثم يدخل على كل المعلومات الخاصة بهن ويستغلها بشكل سيِّئ. وتؤكد الدكتورة هبة عيسوي، أستاذة الطب النفسي بجامعة عين شمس، أن من يرتكب التحرش الإلكتروني ينتمي إلى 3 أنماط، الأول يضم الأشخاص الذين يخشون مواجهة الآخر ويجدون صعوبة في ذلك، فيلجأون لتخطي هذه المشكلة من خلال الإنترنت. أما النمط الثاني فيتضمن الذين يستهوون النصب على الآخرين واستغفالهم، ويسعدون بذلك. والنمط الثالث يتمثل في الذين يبحثون عن السعادة الجنسية لمجرد تحدثهم بكلمات فيها إيحاءات جنسية على الإنترنت.وتعتبر د. هبة أن الأنماط الثلاثة غير أسوياء، مشيرة إلى أن التحرش الإلكتروني ينتشر بكثرة بين الشخصيات المنغلقة التي لا تتمتع بالحريات، حيث يجد الحديث عبر الإنترنت متنفساً له.تضيف: "أن الفرق بين المتحرش العادي والإلكتروني يكون في أن الأول يريد رؤية رد فعل ضحيته، أما الثاني فيكون هدفه الحديث مع ضحيته من خلال الأحاديث الإباحية".وتنصح د. هبة الفتيات بضرورة توخي الحذر وعدم التحدث مع أشخاص مجهولين على الإنترنت، مشددة على ضرورة عدم الانخداع حول أن هذه العلاقات ستكون عابرة وعادية ولن تتخللها أي تجاوزات أو حوارات خادشة، لأن مثل هذه العلاقات تتطور بسهولة وسرعة كبيرة وتؤدي إلى الكثير من الكوارث.