شرطة دبي تكشف أول جريمة احتيال بـ"العملة الافتراضية"
  • Posted on

شرطة دبي تكشف أول جريمة احتيال بـ"العملة الافتراضية"

جريمة احتيال هي الأولى من نوعها، قام بها شخص آسيوي ووقع ضحيتها ثلاثة شباب خليجين يقطنون في "دبي"، يمارسون نشاطا تجاريا عبر الإنترنت. وبدأت تفاصيل الواقعة عندما شاهد أحد الشباب إعلانا عن "العملة الافتراضية"، أثار فضوله وأغرته الفكرة بأن يستثمر أمواله فيها، وبالفعل قرر هو وأصدقائه استثمار مبلغ الربح فيها، فطلبوا من الشركة التي يتعاملون معها تحويل المبلغ إلى عملة افتراضية. وقد دشنوا حسابا لدى إحدى الجهات المزودة لهذه العملة، وحولت إلى حسابهم 177 "بيتكوين"، ما يساوي 375 ألف درهم، لأن العملة الافتراضية الواحدة كانت تقدر حين تمت الصفقة بنحو 2120 درهما. وبعد أن عرضوا أموالهم الافتراضية على مواقع إلكترونية مخصصة لتداول هذه العملة، رصدهم أحد الأشخاص، وبدأ بدراستهم، ثم تواصل معهم عبر أحد تطبيقات المحادثة، وعرض عليهم شراء ما لديهم من "بيتكوين" بمبلغ أعلى من السعر المتداول عالميا، ووافقوا على العرض. وبحث الشباب عن هذا  الشخص فعثروا على حسابه على موقع إنستقرام، المليء بالصور التي تعكس ثراءه، حيث يملك سيارات فارهة وساعات لماركات عالمية، ويتجول في مختلف دول العالم لحضور اجتماعات التي تمهد الطريق إلى جريمة احتيال مخطط لها، وعليه اتفق الشباب الثلاثة معه على موعد نهائي لإتمام الصفقة في أحد الفنادق، لكنه تأخر عليهم، وحين اتصلوا به، ادعى أن زحمة السير تعيقه، وطلب منهم إرسال اسم المستخدم وكلمة السر إلى حسابهم على تطبيق تداول "العملة الافتراضية" حتى يكسب وقتا، فأرسلوا له البيانات السرية بحسن نية، وخلال دقائق حول رصيدهم من عملة بيتكوين إلى حسابين باسمه، ثم أغلق هاتفه. وتوجه الشباب إلى إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية، وقدموا بلاغا أنهم وقعوا ضحية جريمة احتيال وأفادوا فيه بأنهم يمارسون التجارة والاستثمار مع شركة أوروبية موجودة خارج الدولة، وأن الشركة أبلغتهم بأن أرباحهم وصلت إلى 375 ألف درهم، وطلبت منهم تحديد طريقة لتحويل المبلغ إليهم. وكثفت قوات الأمن جهودها لضبط المتهم واستمرت ملاحقته قرابة شهر، خاصة أن المتهم يتميز بالدهاء ولم يترك دليلا واحدا ضده، وأن هذا النوع من الاحتيال حديث جدا ويستلزم جهدا وافرا، ولكن في النهاية تمكنت شرطة دبي من ضبط المتهم. من جانبه، أوضح القائد العام لشرطة دبي الفريق خميس مطر المزينة، خلال تصريحات صحفية، أن قوات الشرطة تأكدت أنها تتعامل مع لص شديد الذكاء ولا يمكن الإيقاع به بسهولة، ولهذا قرروا أن ينصبوا له كمين واستدراجه إلى عملية احتيال أخرى، وبالفعل لم يستطع المتهم أن يقاوم مغريات العرض المُقدم إليه وعندما حضر في الموعد المحدد لإتمام الصفقة تم القبض عليه. وأضاف "المزينة"، أنه تبين من خلال التحقيقات أن المتهم قد زيف حساب "الإنستقرام" الخاص به وزيف كل المعلومات والصور، وبعد فحص محتوى الحساب تبين وجود تلاعب بهذه الصور تقنيا بواسطة "فوتوشوب"، وأنه مجرد عاطل عن العمل، لافتاً إلى أنه قد استخدم شريحة هاتف باسم شخص غادر الدولة، وتخلص من الهاتف الذي كان يتواصل به مع الضحايا. ومن خلال التحقيقات، تبين أن المتهم أنفق العملة الافتراضية التي حصل عليها من الشباب والتي تبلغ قيمتها حوالي 375 ألف درهم في شهر واحد فقط. وأكد نائب مدير إدارة المباحث الإلكترونية المقدم سالم بن سالمين، أن المتهم أصيب بصدمة بالغة، لأنه بالرغم من كل الاحتياطات التي اتخذها لضمان عدم سقوطه، إلا أنه وقع في يد الشرطة، لافتاً إلى أنه بدون الكمين والطعم الذي جهزوه له كان من المستحيل أن يصلوا إليه. ولفت اللواء خليل إبراهيم المنصوري، مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي، إلى أن عملية البحث الإلكتروني في هذه الواقعة كشفت حقائق مهمة حول المواقع التي يتم فيها تداول العملة الافتراضية داخل الدولة، إذ تبين أنها غير مرخصة، وتمثل واجهة لمحتالين ومجرمين إلكترونيين.