سياحة المنتجعات الصحيةترف واسترخاء يستهوي الأثرياء
  • Posted on

سياحة المنتجعات الصحيةترف واسترخاء يستهوي الأثرياء

يُجيد البعض استثمار مختلف الإجازات خلال السنة، فانتهاء عطلة الصيف لا يعني توقف العطلات القصيرة التي يمكن استثمارها برحلة سريعة لمكان محدد، فنحصل على فرصة صغيرة للاسترخاء والابتعاد عن ضغوط الحياة اليومية ونكسر من خلالها الروتين.بالتأكيد الترتيب لزيارة بلد جديد سيكون صعباً، خصوصاً إن لم تتجاوز مدة الإجازة الأسبوع أو عشرة أيام، فلابد من أن نضع عنواناً محدداً لرحلتنا، فتكون مركّزة وبسيطة ولا ضغوط وتنقلات عديدة فيها، ولعل سياحة المنتجعات الصحية هي خير نموذج للحصول على متعة العطلة والاسترخاء وتجديد النشاط وتبني شعار "ابدأ حياتك من جديد".ويعتبر هذا النوع من السياحة من الرحلات المفضلة للأثرياء لما فيها من ترف وراحة واستجمام.تعتبر الهند من الدول التي تتوفر فيها خيارات كثيرة لمحبي الاسترخاء والاستجام عبر المنتجعات الصحية، ففيها العديد من المنتجعات العالمية المميزة التي يقصدها أبرز مشاهير العالم، وغالبيتها تطبق أنظمة علاجية قديمة تعود لما يقارب 5 آلاف سنة.قصر العلاج.. ستولد من جديدويسمى أيضاً منتجع "كالاري كوفيلاكوم كيرالا"، يستقبلك هذا المكان بعبارة «ألقِ عالمك وراء ظهرك». فالمنتجع الذي يقع جنوب شبه الجزيرة الهندية في ولاية كيرالا سيمنحك تجربة الجلوس بجوار شواطئ "بحر العرب"، فيجمع بذلك بين الاستجمام التقليدي وإمكانية الحصول على باقة من العلاجات الشرقية التي يأتي على رأسها العلاج بـ"الأيورفيدا" أو ما يسميه البعض "الطب القديم"، ومن بين الخدمات التي يمكن أن يحصل عليها الزائر تجربة الغذاء الصحي، فهذا المنتجع يوفر باقة منوعة من المنتجات الغذائية العضوية.وبحسب القائمين على المكان فإن الهدف منه "أن تولد من جديد"، لهذا ينظم لكل زائر جدول لإقامته يحتوي على أربعة أنواع من البرامج المتخصصة: يهدف أولها لمكافحة علامات تقدم السن، أم ثانيها فهو ينقل الزائر لمرحلة الاسترخاء، فيدخله في أجواء الراحة من الضغوط اليومية، والثالث يتمم الهدف الأول فبعد محاربة علامات الزمن لابد من العمل على تجديد الشباب، أما الهدف الأخير فيكون تحت بند إنقاص الوزن، ويمكن لقاصد هذا المكان أن يتمتع بهذه الخيارات ضمن مدة زيارة محددة تأتي على الشكل التالي: 14 يوماً أو 21 يوماً أو 28 يوماً، وفي المحصلة تعتبر زيارة هذا المنتجع مزيجاً من الطبيعة الأخاذة والاستجمام الصحي والإقامة المترفة.شرياص بنغالور.. راحة الجسد ونقاء الروح يحتاج زائر منتجع شرياص بنغالور لما يقارب النصف ساعة بالسيارة إن انطلق من مركز مدينة بنغالور، ويجمع زواره على أنه تجربة فريدة من نوعها بكل ما للكلمة من معنى، فهو المكان المثالي لتنقية الجسد والعقل والروح عبر تمارين اليوغا والأيورفيدا، ويعتمد فيه مبدأ الحياة البسيطة البعيدة كل البعد عن التعقيدات.ويعتبر "شرياس بنغالور" من أهم المنتجعات الفاخرة التي يقصدها المشاهير للحصول على تجربة صوفية وصحية هندية، ويمتد المكان على مساحة شاسعة خضراء، تتوزع فيها الأكواخ وتنمو في جنباته النباتات الطبيعية العضوية، ويتميز بالخدمات الترفيهية المتنوعة من حمامات سباحة وملاعب وساحات مخصصة لممارسة اليوغا.ولزوار هذا المكان يمكن الاستمتاع بعلاج متدرج بأربع خطوات هي التنظيف والتطهير وتقشير البشرة وشد الجلد. وعادةً ما يستخدم خلطات خاصة للتنظيف تكون غنية بالعسل والحليب واللبن، في حين تسخدم الفراولة لإزالة الخلايا الميتة، عقبها تأتي دور الزيوت الأساسية لإنعاش البشرة وسحب السموم وتنشيط الدورة الدموية. بعيداً عن ضجيج الحياةيقبع منتجع "أناندا" على سفح جبال الهيمالايا، ويعتبر من أشهر مراكز الرعاية الصحية. تنقل أجواء هذا المكان زوراه لعالم الخيال البعيد كل البعد عن الضجيج والتلوث وصخب الحياة، وصنّف لعدة مرات ضمن قائمة أفضل المنتجعات الصحية حول العالم.وما إن يدخل السائح لهذا المركز حتى يتسنى له الاستمتاع بمختلف الخدمات الصحية التي تقدم على يد خبراء في هذا المجال من تدليك "الأيورفيدي" الذي يساعد على الاسترخاء والشعور بالراحة الذهنية، إلى البرامج التي تركز على حرق الدهون وتنشيط الدورة الدموية، ثم الرياضات الروحانية كرياضة اليوغا والتأمل. ويعدّ القائمون على هذا المركز قائمة خاصة بكل زائر بحيث تتناسب مع احتياجاته.وعلى زوارها معرفة أمر مهم أنه سيلتزم بنظام غذائي صحي منخفض بسعراته الحرارية والدهون والكربوهيدرات. وسيتوفر الغذاء المتوازن المثالي للجسم من الحبوب الكاملة والفواكه الطازجة والخضراوات والبروتينات الخفيفة ومنتجات الألبان منخفضة الدهون. الاسترخاء على الطريقة الأوروبيةوإن كان الشرق الأقصى معقل الرياضات والطقوس الروحانية المرخية للأعصاب، فللطبيعة والجمال الأوروبي سحرهما ورونقهما الخاص، وتزخر دول أوروبا بمنتجعات فارهة ذات خدمات خيالية ومترفه، تجعل الكثير منها محصورة بالطبقات الراقية الثرية.نكهة إيطاليةيعتبر منتجع أبانو تيرمي من أشهر المنتجعات العالمية الواقعة في إيطاليا ويضم مجموعة من المنشآت السياحية الضخمة، منها المنشأة السياحية "تيرم باتريا أوتيرما يوغاني"، ويتميز بقربه من ملعب جولف مونتكيا وفيلا مولين تشتمل معالم الجذب في المنطقة على جامعة بادوفا ومقهى بيدروشي.وتتنوع خدماته بين حمامات السباحة المكشوفة ومراكز اللياقة البدنية ومراكز العناية الصحية، إلى جانب أحواض العلاج بالتدليك.ويعتبر هذا المجتمع مقصداً للأثرياء لما فيه من خدمات فاخرة ومميزة، تجعله في صدارة المنتجعات الصحية في أوروبا.ينابيع فيسبادن.. الحياة في أجواء رومانيةما بين التلال التاونس ونهر الراين تقع فيسبادن العاصمة الإقليمية لولاية «هسن» السويدية، ويقصدها السياح من كل أنحاء العالم، واشتهرت بينابيعها الشافية لأمراض الروماتيزم، مشاكل العظام، الربو ومشاكل التنفس والأمراض الجلدية، فهذه المدينة تحتوي على 26 ينبوع ماء. وتنتشر في أرجائها الحمامات التاريخية التي يعود بعضها لما يزيد عن ألفي عام، وفي الماضي قصدها الرومان للاستشفاء بمياهها. ويعتبر حمام Kaiser) ـ Friedrich ـ (therme المشيد من 100 عام من أشهر ينابيعها، وتصل درجة حرارة المياه فيه لـ 66 درجة مئوية، وتصله المياه من نبع يدعى "أدلركويلا".وزائر هذا المكان سيستمتع بحمام ساونا ساخن وبالاستحمام بمياه معدنية على الطريقة الأيرلندية الرومانية.راحة باريسيةأما إن كان هدف السائح زيارة مدينة النور باريس، فيمكنه قصد منتجع Le Bristol من لابريري، وهو عبارة عن أحد أهم المراكز الصحية والجمالية في العالم. ويمكن القول إنه المنتجع الوحيد في باريس الذي اعتمد فيه ما يسمى بنظام "الغرف الروسية"، وهو ما يعني أن الغرفة تحتوي على طاولة رخامية ساخنة. ومن بين خدمات هذا المركز جلسات العلاج بطريقة Russian Banïya التقليدي، والتي تطبق من خلال ضرب الجسم بفروع البتول المغروسة في الزيوت الأساسية. وعادة تمتد هذه الجلسة لمدة ساعتين وتبدأ بحمام تقليدي، ثم تنتقل للتدليك بالإسفنج الخام، يعقبها الفرك بالثلج المجروش، وتنتهي هذه الجلسة العلاجية بلف الجسم بطبقة من العسل، إلى جانب تناول شراب خاص للتخلص من السموم يحتوي على الزنجبيل الطازج والليمون والتوت والفاكهة الحمراء.الطبيعة العربية الساحرة سياحة المنتجعات تأتي ضمن باقة واسعة من الخدمات السياحية التي باتت تنتشر في العديد من دول الوطن العربي، فلم تعد المنتجعات الصحية المترفة حكراً على الغرب، فهي اليوم في صدارة المنشآت السياحية التي تلاقي اهتماماً واسعاً وكبيراً.منتجعات جميرا في دبيدبي المدينة التي عرفت طريقها للعالمية، هي من أهم مقاصد عشاق المنتجعات الصحية المترفة، حيث تنتشر المنتجعات الصحية في فنادق جميرا في دبي، التي تعطي زوارها فرصة للحصول على تجربة مترفة مفعمة بالدلال والفخامة والاسترخاء. ولا تقتصر تجربة زيارة هذا المكان على الفخامة والترف، فهناك سيتثنى للزوار الاستمتاع بجلسات التدليك، والخدمات الصحية الفاخرة التي يمكن تقسيمها على مدى عدة أيام، ففيه باقة واسعة من الخيارات للعناية بالجسم والبشرة والجمال، وإلى جانب جلسات العلاج المختصة، هناك فرصة للاسترخاء على مسابح المنتجع الصحي والاستمتاع بأجواء السكينة والهدوء، أما لمحبي التمارين الاسترخائية، فلليوغا نصيبها في هذا المكان، من خلال دروس خاصة بها وباللياقة البدنية.المغرب العربي الساحرلا يمكن أن نتحدث عن سياحة المنتجعات الصحية العالمية دون أن أن نتطرق لمدينة مراكش المغربية، والتي تضم مجموعة من المنتجعات الصحية العالمية، وهو سبب اختيارها لاستضافة أهم الفعاليات على مستوى العالم في مجال سياحة المنتجعات الصحية والاستجمام، وتشهد سياحة الاستجمام في المغرب نمواً سنوياً متصاعداً يقدر بـ14.4%، وهو ما يضع المغرب في المرتبة الثانية بعد جنوب إفريقيا على مستوى النفقات السنوية للزوار المسافرين من أجل سياحة المنتجعات الصحية والاستجمام، وتأتي في المرتبة الثالثة على صعيد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.وتعتبر مقصداً رئيسياً لعدد كبير من سياح المنتجعات الصحية الخليجيين.