سفر الأب.. وبناء شخصية الأبناء !
  • Posted on

سفر الأب.. وبناء شخصية الأبناء !

ضغوط الحياة غالباً ما تجبر الأب على السفر لفترات طويلة بعيداً عن أبنائه، ما يضاعف المسؤولية على الأم التي تجد نفسها مضطرة للقيام بالدورين معاً لتعويض الأبناء عن غياب الأب ، فهل يكون لقيام الأم بهذين الدورين تأثيرات سلبية على الأبناء من الناحية النفسية، خاصة في ظل ما تؤكده الدراسات والأبحاث بأن وجود الأب له تأثير كبير في نمو الأبناء العقلي والعاطفي، وأن الطفل في غياب والده يواجه صعوبة كبيرة في عملية تطور سلوكه الاجتماعي العام، ويكون أقل استقلالية وأضعف قدرة ذاتية على ضبط سلوكه الفردي. في هذا السياق يقول الدكتور"أحمد عبد الله - أستاذ التربية بالمركز القومي للبحوث التربوية بالقاهرة" إن وجود الأب والأم معاً بشكل يومي ودائم مع الأبناء أمر مهم وضروري، حيث إنه يخلق أجواءً صحية تساهم في نمو الأبناء بشكل سوي من النواحي النفسية والعقلية، مشيراً إلى أن غياب الأب وعدم قدرته على التواجد مع الأبناء بسبب سفره الدائم أمر قد تكون له تبعات نفسية سلبية؛ حيث يمثّل الأب النموذج الذي يحتذي به الطفل ويكتسب منه بعض السلوكيات الإيجابية والتي ترتبط بدور الأب المتعارف عليه، والذي يتمثّل في حسم قرارات الأسرة ، فضلاً عن سلوكه وتصرّفاته مع أفراد العائلة والجيران وغيرهما في الحياة العملية. موضحاَ أن كل ذلك يساهم في بلّورة السلوك الفردي للطفل وتدعيم شخصيته الاجتماعية ومن ثم يرى أن حرمان الابن من تواجد الأب يؤدي إلى حرمانه من تنمية مهاراته بجانب حرمانه من عاطفة الأبوة التي تحقّق للطفل التوازن النفسي. وشدّد على ضرورة أن يحرص الأب مهما تعدّدت انشغالاته وسفره الدائم على التواصل عبر وسائل التواصل المختلفة، وتكيّف ابنه ببعض المهام الأسرية التي تتسم بالطابع الرجولي وتوضيح كيفية القيام بها. واعتبر"أستاذ التربية" أنّ الابن المراهق يكون الأكثر شعوراً وتأثراً بغياب الأب وسفره الدائم ، حيث ينعكس ذلك على سلوكه وسماته الشخصية، بعكس الطفل الصغير حيث يشغله غالباً عالمه الصغير وما يحيط به من ألعاب عن التأثّر بغياب الأب فيما تستطيع الأم في هذه الفترة تعويضه بعكس المراهق الذي يزيد لديه الشعور بافتقاد الأب. موضحاً أنه من أجل ذلك تتضاعف المسؤولية على الأم في التعامل مع طفلها المراهق في حال غياب الأب، حيث يجب أن تكون على درجة عالية من الاتزان الانفعالي والعاطفي والنفسي لكي تحقّق الموازنة بين الدورين الأب بعطفته وصارمته وحكمته والأم برعايتها وحنانها، كما يجب أن تحرص على توطيد صلة ابنها بنموذج كالعم والخال ليتمكّن الطفل من خلالهما إشباع رغبته في التعايش مع صورة الرجل والقدوة البديلة.