دولة ليبرلاند آخر بنات يوغوسلافيا السابقة تظهر إلى الوجود ولا يهتم بها أحد
  • Posted on

دولة ليبرلاند آخر بنات يوغوسلافيا السابقة تظهر إلى الوجود ولا يهتم بها أحد

ميشائيل هايتمان وبوريس بابيتش -  د ب أتسلطت الأضواء في أوقات من العقدين الماضيين على كل من سلوفينيا وكرواتيا والبوسنة ومقدونيا وكوسوفا والجبل الأسود وصربيا.  والآن ينفتح ستار الأحداث على ما يسمى ليبرلاند، وهي " بلد " أعلن السياسي التشيكي فيت يدليكا عن تأسيسه في الأيام التي أعقبت يوم " كذبة أبريل ".ويعد يدليكا من المتشككين في الاتحاد الأوروبي، ويقول إنه فاض به الكيل مما يرى أنه مغالاة في فرض الضرائب واللوائح المنظمة.ومن هنا فإن اهتمامه أصبح ينصب على جزيرة تبلغ مساحتها سبعة كيلومترات مربعة تقع على نهر الدانوب، ومؤخرا صار من الواضح أن كلا من كرواتيا وصربيا لا تريد السيطرة على هذه الجزيرة، وأعلن يدليكا تأسيس دولة عليها تسود فيها مبادئ الحرية السياسية والاقتصادية وعدم التدخل في شؤون المواطنين، مرحبا بأي شخص يشعر بالغثيان من سياسات الحكومات.  ويعرض يدليكا منح " المواطنة " لجميع من يريدون الإقامة على هذه الجزيرة، باستثناء المجرمين والمتعصبين دينيا والشيوعيين ومعارضي السوق الحرة، ويمكن للمهتمين بالحصول على حق المواطنة أن يقدموا طلبات بذلك عن طريق تدوين بياناتهم في استمارة من خلال موقع إليكتروني خاص باسم ليبرلاند.وقال يدليكا لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) في منزله بمدينة براغ " لدينا ٣٠٠ ألف طلب للحصول على المواطنة، إننا دولة ".وتقع ليبرلاند بالقرب من بلدة زمايفاش الكائنة جنوبي منطقة التقاء الحدود بين كرواتيا وصربيا والمجر.وأوضح يدليكا قائلا " إنها قطعة رائعة من الأرض، ونحن أقمنا فيها، كما أنها تتمتع بشاطئ تكسوه الرمال طوله ٣٠٠ متر "، وهو يتصور إقامة حكومة مصغرة للغاية، مع ترك مسألة دفع الضرائب لاختيار المواطنين وبشكل طوعي، وتتكون ليبرلاند حاليا من أراضي الغابات ومستنقع ومجموعة صغيرة من الحقول وبيت مزرعة آيل للسقوط ولا شيء مهم يذكر غير ذلك.ولم يفصح يدليكا الذي لفت مشروعه الأنظار المكثفة إليه عن أية خطط لتنمية الجزيرة، غير أنه قال إن الأموال تتدفق على ليبرلاند.وحتى الآن لم تبد أي من صربيا أو كرواتيا أي رد فعل إزاء هذا المشروع غير إبداء الازدراء حيال محاولة يدليكا تأسيس دولة جديدة.وقالت وزارة الخارجية في بلجراد ردا على سؤال " من وجهة نظر صربيا فإن خط الحدود يسير على طول وسط القطاع الذي يمكن الملاحة فيه من نهر الدانوب، وبالتالي فإن " الدولة الجديدة " لم تتشكل داخل الأراضي الصربية ".  وأضافت " إن الوزارة لا ترى في هذه الخطوة عملا مهما يستحق التعليق عليه ".ومن ناحية أخرى قال الدبلوماسيون الكروات أيضا إنه لا يجب أخذ مشروع دولة ليبرلاند مأخذ الجد، ووصفوا يدليكا بأنه " مقتحم في الفضاء الافتراضي "، لأن دولته توجد فقط على الإنترنت، وذلك وفقا لرواية محطة تليفزيون بلجراد " B92 ".ولكن ما ذا سيحدث إذا ما قررت الدول المجاورة مستقبلا أن ترسل قوات من جيشها أو شرطتها ؟.وقال يدليكا إنه سيبعث بما وصفه " بمذكرات دبلوماسية " إلى سفارتي كرواتيا وصربيا في براغ.  وأضاف " كل ما نريده هو أن يتركونا نعيش في سلام على أراضيها".وكانت ليبرلاند جزءا لا يتجزأ من يوغوسلافيا السابقة منذ أن ولدت هذه الدولة إلى أن تفككت نهائيا، ونشأت يوغوسلافيا بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى كمملكة، وتأسست على أنقاض الإمبراطوريتين النمساوية والعثمانية.وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تحولت يوغوسلافيا إلى جمهورية فيدرالية تعتنق الشيوعية، وتشكلت من ست جمهوريات هي : سلوفينيا وكرواتيا والبوسنة ومقدونيا والجبل الأسود وصربيا التي كانت تضم إقليمي كوسوفو وفيوفودينا.  وأدت الاتجاهات القومية المتصاعدة إلى جانب نهاية النظام الشيوعي إلى تفكك يوغوسلافيا بشكل عنيف، حيث أخذت كل من سلوفينيا وكرواتيا زمام مبادرة الانفصال عام ١٩٩٠، وسرعان ما سارت في إثرهما البوسنة ومقدونيا، كما شن إقليم كوسوفو الذي تقطنه غالبية ألبانية عمليات قتالية من أجل نيل الاستقلال عام ١٩٩٩.وكان إقليم الجبل الأسود الصغير الذي يبلغ تعداد سكانه ٦٥٠ ألف نسمة هو الأخير من بقايا يوغوسلافيا السابقة الذي يطلب الطلاق للحصول على الاستقلالية، مما زاد من عدد الدول التي خرجت من عباءة الجمهورية اليوغوسلافية إلى سبع عام ٢٠٠٦.وبالتالي من المقرر أن تصبح الدولة التي يتبناها يدليكا هي الثامنة في هذه القائمة، ولكن ذلك سيكون فقط في حالة عدم احتساب دولة متناهية الصغر أعلنت منذ نحو عشرة أعوام من جانب المواطن الصربي بلاسكو جابريتش، وتقع هذه الدويلة بالقرب من مدينة سوبوتيتسا على مسافة قرابة ٦٠ كيلومترا من ليبرلاند.  ولأن جابريتش شعر بالغضب والحزن من جراء تفكك آخر بقايا الجمهورية اليوغوسلافية، فقد قرر أن يحافظ على روحها ويعلن عن إقامة دولة " يوجولاند " في الثاني من أيار/ مايو ٢٠٠٣، وذلك على ثلاثة هكتارات من الأرض يمتلكها.وعرض جابريتش إعطاء حق المواطنة لأي شخص يشعر بالحنين ليوغوسلافيا السابقة، وشجعه الاهتمام المتدفق على شراء ٣٠ ألفا من الشعارات اليوغوسلافية، وأن يضع علامات لحدود دولته، وفي الذكرى الأولى لتأسيس يوجولاند كان عدد سكانها قد بلغ ثمانية آلاف مواطن، وشارك ألف شخص في احتفالية خاصة بهذه المناسبة.ومع ذلك اعترف جابريتش منذ عام بأنه لم يعد قادرا على مواصلة إدارة شؤون الحياة في يوجولاند بسبب تراجع مساندة المتطوعين، وعرض جابريتش تسليم المشروع إلى مجلس مدينة سوبوتيتسا.