حُكم الشرع فيمن ينام طوال نهار رمضان!
  • Posted on

حُكم الشرع فيمن ينام طوال نهار رمضان!

بسبب شدة حرارة الجو يقضي بعض المسلمين ليل شهر رمضان في السهر ونهاره في النوم، هرباً من الحر والعطش والجوع والصداع، خاصة المدخنين، حتى الصلوات الحاضرة مع الجماعة أو بالبيت تفوتهم، ومن ثم يتركون أعمالهم أو يهملونها، فما حكم الشرع في صوم هؤلاء؟بداية يؤكد الدكتور عبدالمعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية أن الإسلام بيّن لنا أن أي مشقة يجدها الإنسان في ممارسة أي عبادة يكون لها ثواب مقابل المشقة التي بذلها، فما يبذله المسلم من جهد لا يضيع هباء فالله تعالى يقول: "أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض"، فكلما كان العمل شاقاً كان الجزاء عظيماً، وليس معنى ذلك أن يتعمد الإنسان المشقة ولكن إذا جاءت بطبيعة الحال، لذا يجب على المسلمين أن يتحلوا بالصبر ويكونوا على يقين بأن عملهم من صيام وعبادة له أجر عظيم، وأن يستغلوا هذه الأوقات في العبادة وليس النوم وتضييع الوقت حتى يحصلوا على الثواب كاملاً، فكم من غزوات تمت أثناء صيام المسلمين، ما يدل على قوة الإرادة والإيمان إذا ما تذكرنا أن درجات الحرارة كانت أشد ممّا نعيش فيه الآن وكانت كل الوسائل التي تخفف من حدتها لم تظهر بعد.وعن حكم الشرع في النوم طوال ساعات النهار أثناء الصوم وحكم صيام من ينام ولا يستيقظ إلا لأداء الفرض، ثم ينام يقول الدكتور عبدالمعطي بيومي: "الذي ينام طوال النهار ولا يستيقظ، لا شك أنه جانٍ على نفسه، وعاصٍ لله عز وجل بتركه الصلاة في أوقاتها، وإذا كان من أهل الجماعة فقد أضاف إلى ذلك ترك الجماعة أيضاً، وهو حرام عليه، ومنقص لصومه، فعليه أن يتوب إلى الله عز وجل، وأن يقوم ويؤدي الصلاة في أوقاتها حسبما أمر به، أما من يقوم ويصلي الصلاة المفروضة في وقتها ومع الجماعة ثم يعود إلى النوم فهو ليس بآثم، لكنه فوَّت على نفسه خيراً كثيراً بالانشغال بالصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن الكريم حتى يجمع في صيامه عبادات شتى".ويختتم دكتور بيومي حديثه بنصيحة المسلمين بأن يستثمروا طول فترة الصيام في حسن العبادة وتلاوة القرآن وضبط النفس وعدم التحجج بارتفاع الحرارة في الإتيان بأمور غير مرغوب فيها أثناء فترة الصيام من عصبية وأمور غير مستحبة، خصوصاً أن الصوم فريضة شرعها المولى جل وعلا لتعويد الناس على الصبر والرحمة، والتي يتنافى معها ما يبدر من سلوكيات البعض بانفلات الأعصاب أو الاكتئاب بحجة وطأة الصوم، مضيفاً: "كما أن مجيء الشهر المعظم في أيام الصيف هذا العام يجب أن يكون باعثاً أكبر على طمأنينة النفس وسكونها قبل هذا يجب أن يستفيد منه المسلمون في إدخال الفرحة على أكبر عدد ممن يعرفون سواء أسرهم أو من حولهم، وأنصح من يتفننون في "التزويغ" من احتمال الصوم سواء بالنوم أو الاعتكاف بالمنزل وأمام التلفاز بأن هذا ينقص من أجرهم، والله تعالى أعلم".