جديد هوليوود: جوليا روبرتس تعيد تقديم قصة الفيلم الأرجنتيني "السر في عيونهم"
  • Posted on

جديد هوليوود: جوليا روبرتس تعيد تقديم قصة الفيلم الأرجنتيني "السر في عيونهم"

في أحد مشاهد أماديوس، أعظم أعمال المخرج المخضرم ميلوش فورمان، يشكو عبقري الموسيقى الألماني موتسارت بمرارة من أنه مضطر لإعادة كتابة أجزاء من عمله الأوبرالي "زواج فيجارو"، بسبب الرقابة التي تمارسها الكنيسة على أوبرا فيينا، مؤكداً أنه من المستحيل إعادة صياغة الإبداع الكامل. هذا الموقف، والقياس مع الفارق، ينطبق على فيلم "السر في عيونهم" المعالجة الأمريكية للفيلم الأرجنتيني الحائز على الأوسكار، وبنفس العنوان، وتقوم ببطولته النجمتان المتميزتان جوليا روبرتس ونيكول كيدمان. يشار إلى أن "السر في عيونهم" مأخوذ عن رواية الأرجنتيني إدواردو ساتشيري، وأخرجها للسينما عام 2010 خوان خوسيه كامبانيلا، وحاز على الأوسكار كأفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية في نفس العام، وتدور أحداثه في إطار بوليسي على خلفية جرائم سياسية ارتكبت في عهد الدكتاتورية العسكرية للجنرال فيديلا الذي حكم البلد اللاتيني بين 1976 و 1983. أما النسخة الهوليوودية فحاولت قدر الإمكان الابتعاد عن الطابع الأرجنتيني والتركيز على الجانب البوليسي فقط. بالتأكيد يوجد تشابه بين العملين في الخط البوليسي: هناك شخص متهم ينجو بفعلته بسبب عجز القانون عن إدانته، ولكن أقارب الضحية في العملين، وهما ينتميان لجهاز الشرطة، لا يكفا عن ملاحقته لتحقيق العدالة بأيديهما. في حالة النسخة الأمريكية، يتخذ الفيلم طابعاً مختلفاً، حيث تدور الأحداث في نيويورك، التي تختلف عن العاصمة الأرجنتينية بوينس أيرس، حيث يحقق فريق من مكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي) يضم كلا من شفيتل ايفيجور في دور "راي" وجوليا روبرتس في دور "جيس" و نيكول كيدمان في دور "كلير" في جريمة بعد العثور على جثة في مكب نفايات، يتضح بعد ذلك أنها لابنة المحققة جيس، وقد تعرضت للقتل بصورة بشعة. ونظرا لعدم كفاية الأدلة يتم الإفراج عن الفاعل، إلا أن الأم تظل تسعى وراء قاتل ابنتها طوال ثلاثة عشر عاما دون أن تتمكن من الإيقاع به. على الرغم من الحضور القوي لكل من كيدمان وإيفجور، الحاصل على الأوسكار عام 2014 عن دوره في "12 عاماً من العبودية"، إلا أنه من الواضح أن عبء الفيلم الأكبر يقع على عاتق روبرتس، والتي يبدو أن هذا الدور في فيلم المخرج بيل راي، يمكن أن يؤهلها للترشح للأوسكار مرة أخرى منذ آخر مرة نالت فيها هذا التقدير عن دورها في فيلم "أيرين بروكوفيتش". تجدر الإشارة إلى أن هذا الدور أيضاً كان مكتوباً لرجل، إلا أن هذا لم يمثل أي عقبة أمام روبرتس، التي نجحت بنسبة كبيرة في الوصول إلى مكنون الشخصية وتقديمها بروح امرأة. وتعترف نجمة "امرأة جميلة" أن الدور جذبها لدرجة أنه نجح في إبعادها عن عائلتها ومنزلها، حيث تقضي في الغالب معظم وقتها. "أنا من نوع الأمهات اللاتي تفضلن البقاء في المنزل وهذا يرضيني في الواقع إلى حد كبير"، توضح النجمة الكبيرة في مقابلة مع صحيفة "انترتيننج ويكلي". وبالرغم من كل محاولات التغيير التي تطرقت إليها النسخة الهوليوودية إلا أنها لم تنجح من الوقوع في فخ المقارنة مع النسخة الأرجنتينية، خاصة مع وجود قطاع عريض من الجماهير من أصول لاتينية في الولايات المتحدة، تبرز أهميته مع حساب إيرادات الشباك، إلا أن ساتشيري مؤلف الرواية الأصلية يؤكد أن الأحداث في الفيلم الأمريكي تختلف عن تلك التي تناولتها النسخة الأرجنتينية التي قدمها كامبانيلا.