ثانية واحدة زيادة في ساعات اليوم اعتبارا من يوليو 2015
  • Posted on

ثانية واحدة زيادة في ساعات اليوم اعتبارا من يوليو 2015

اعتباراً من مطلع تموز/ يوليو في تمام الساعة 01:59:59، سوف تتغير الساعات لكي تصبح ساعات اليوم الأربع والعشرين أطول بثانية واحدة. ويرجع ذلك لتعويض الفارق بين الزمن الفعلي لدوران الأرض حول الشمس الذي أصبح أطول قليلاً من 24 ساعة وحساب التوقيت الذري العالمي، وإذا لم يتم تعويض الفارق بين الزمنين سيزيد هذا الفرق بشكل مطرد بينهما بمرور الزمن.من المعروف أن التوقيت الذري العالمي ( TAI ) هو توقيت ذري قياسي عالي الدقة، ينسب إلى الزمن النظري لمرور مجسم أرضي. هذا التوقيت هو الأساس للتوقيت العالمي المنسق (UTC)، والذي يستخدم لضبط الوقت في جميع أنحاء الأرض، كما يستخدم أيضاً للحسابات الفلكية. وقد أضيفت منذ 31 كانون أول/ ديسمبر 2008 ثانية كبيسة مشاركة، وعندها أصبح التوقيت الذري العالمي متقدماً على التوقيت العالمي المنسق بـ 34 ثانية على وجه الدقة. تلك الثواني نتجت عن فارق 10 ثواني بين التوقيتين منذ بداية استخدام التوقيت عام 1972، إضافة إلى 24 ثانية تأخير في التوقيت العالمي المنسق منذ عام 1972.يوضح الخبير الألماني آندرياس باوخ أنه في مطلع العام الجاري، كان الفارق بين التوقيت المنسق والذري، والذي يقاس بصورة منفصلة عن حركة دوران الأرض، يقدر بنحو نصف ثانية، ومع مطلع حزيران/ يونيو اتسع الفارق ليصل إلى خمس وستون بالمئة من الثانية، مشيراً إلى أنه وفقاً للحسابات الفلكية لا يجب أن يزيد الفارق بين الزمنين المنسق والذري عن 9ر0 من الثانية . منذ عام 1972، تقوم ساعات 70 مؤسسة بجميع أنحاء العالم بقياس التوقيت العالمي المنسق، لتوفيقه مع الزمن الذري، أي مع إيقاع دوران الأرض حول نفسها، ولذلك هناك سنوات يجب أن يضاف فيها ثانية إضافية أواخر شهر حزيران/ يونيو أو كانون أول/ديسمبر، وتعتبر هذه هي المرة الـ26 التي ستضاف فيها ثانية (كبيسة مشاركة) إلى توقيت صيف نصف الكرة الشمالي منذ ذلك الحين. في هذا السياق يقول فولفجانج ديك مسؤول التنظيم الدولي لدوران الأرض ونظام الإشارة والمسؤول عن تقرير توقيت إضافة الثانية الكبيسة المشاركة للتوقيت، ومقره فرانكفورت "إذا لم نقم بذلك سينتهي الأمر بغروب الشمس في منتصف النهار"، إلا أنه يعترف بأن هذا الإجراء يثير الجدل باستمرار. يوضح باوخ أنه "ينتج عن هذا الإجراء ردود أفعال متتالية في الشبكة الكهربائية، حيث يحدث التدفق الكهربي في أجزاء متناهية الصغر من الثانية على غرار الحمولة الزائدة التي تتعرض لها الشبكة. ولكن لو حدث خطأ حسابي بسبب إضافة الثانية الكبيسة سيترتب عليه خطأ في حساب إحدى المقومات وهذا يعد مشكلة خطيرة قد ينتج عنها انقطاع في التيار، ولهذا تتخذ هذه القرارات بشكل اوتوماتيكي لحماية شبكات الضغط العالي". من ناحية أخرى في عالم الطيران وأسواق البورصة والعملات الأجنبية الجزء من المللي/ ثانية يمثل فارقاً وبالمثل في عالم الملاحة بواسطة الأقمار الصناعية، أما بالنسبة للشركات الخاصة فإن هذه الثانية الإضافية تعني تعديلات لا نهاية لها في أجندة عملها مما يعني تكاليف بالملايين، ولهذا كان هناك الكثير من المعارضين للنظام الذي تم إقراره عام 1972. يذكر أنه في عام 2001 اقترحت الولايات المتحدة إلغاء إضافة الدقيقة الكبيسة، ولكن الموضوع ظل مطروحاً للنقاش حتى الآن، ومن هنا يعرب باوخ عن دهشته من استمرار موضوع بدون حسم طوال أربعة عشر عاماً.هذا العام سيعود منتقدو الثانية الكبيسة لإثارة الموضوع مجدداً خلال المؤتمر السنوي للاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) الذي سيعقد في سويسرا في تشرين ثان/ نوفمبر المقبل. وتعتبر فرنسا من بين أبرز المدافعين عن إلغاء الثانية الكبيسة جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة، في المقابل تدافع كل من إنجلترا وروسيا وكندا عن الإبقاء على الثانية. بحسب ديك مسؤول التنظيم الدولي لدوران الأرض ونظام الإشارة، يرى المدافعون عن إلغاء الثانية أن الاستمرار في إضافتها يتسبب في حدوث أخطاء ينتج عنها تغييرات وتكاليف باهظة، وهذا أمر بديهي، ولكن يبدو أنه لابد وأن يحين وقت لتصويب الخطأ. ومن بين البدائل المطروحة إضافة دقيقة واحدة كل مئة عام، أو ساعة في التوقيت الزمني المناسب. "لكن بما أنه مر وقت طويل، بات من الصعب تحديد أين يمكن أن تطرأ المشاكل، ومن ثم أصبح من الضروري تغيير المنظومة"، يوضح ديك. ويصر البريطانيون على رفض إزالة الثانية الكبيسة لأنه بالإضافة لكل ما سبق يمثل بالنسبة لهم فقدان رمز وطني عريق وهو قيمة خط جرينتش الذي يقاس عليه التوقيت (GMT) هو مقياس زمني يعتمد على دوران الأرض حول نفسها في يوم واحد بالاعتماد على خط الطول الذي يمر في بلدة جرينيتش في بريطانيا والذي أعتمد نقطة مرجعية للتوقيت، ويعتبر أنه المقياس الزمني عند نقطة الصفر. فوقت جميع ما يقع شرق خط جريتيتش يحسب على أنه وقت (+) ووقت جميع ما يقع غرب خط جرينيتش يحسب على أنه وقت (-). هناك أيضا سبب فلسفي للدفاع عن الإبقاء على هذه الثانية يتمثل في أنه لأول مرة في تاريخ البشرية ستتراجع الحياة على كوكب الأرض عن التوقيت الشمسي.