تكلّس الكتف .. أسبابه و علاجه !
  • Posted on

تكلّس الكتف .. أسبابه و علاجه !

يندرج تكلّس الكتف ضمن أمراض العظام المؤلمة؛ حيث تهاجم المريض آلام وخز حادة، كما لو كان قد تعرّض لصعق بالكهرباء. ويمكن علاج هذه الآلام المبرحة بالأدوية والعلاج الطبيعي والموجات الصادمة، وكحل أخير يمكن اللجوء إلى الجراحة. وأوضح البروفيسور كلاوس فريتش، أختصاصي جراحة العظام وجراحة الحوادث، قائلاً: "في حالة تكلّس الكتف لا تكون الإصابة في مفصل الكتف، ولكن الآلام تظهر بسبب الترسيبات الكلسية في أوتار الكتف المحيطة". وغالباً ما تظهر الترسيبات الكلسية في الكُفة المدورة. وأضاف الطبيب الألماني قائلاً: "لا يتوافر لأوتار هذه المجموعة من العضلات بين عظمة الكتف ورأس عظمة العضد سوى مكان محدود للغاية، وتعمل الترسيبات الكلسية على تهيّج الأوتار وزيادة سُمكها، بحيث يصبح هذا المكان أكثر ضيقاً". وتظهر الآلام خصوصاً أثناء الليل عند إجراء أية حركات فوق مستوى الرأس مثل تعليق الستائر أو تركيب لمبات الإضاءة، وتمتد الآلام من الكتف لتصل إلى الكوع في كثير من الأحيان. - أسباب مجهولة وعادةً ما يظهر تكلّس الكتف في عمر يتراوح بين 35 و 50 عاماً، ولا تزال الأسباب التي تؤدي إلى ذلك غير معروفة إلى حد كبير، إلا أن البروفيسور أولريش برونر، من الرابطة الألمانية لجراحة الكوع والكتف بمدينة فورتسبورغ، أضاف قائلاً: "من المحتمل أن نقص تدفق الدورة الدموية وبالتالي نقص الأكسجين في أوتار الكتف يؤدي إلى تحوّل الخلايا، ولكن لم يتم التوصل إلى أسباب تكلّس الكتف على وجه الدقة". ويتم اكتشاف تكلّس الكتف مصادفة في أغلب الأحيان عند إجراء فحص بالأشعة السينية. وأضاف البروفيسور الألماني برونر أن الترسيبات الكلسية في أوتار الكتف لا تؤدي بالضرورة إلى ظهور الأعراض أو الآلام، وبالتالي فإنها لا تحتاج إلى علاج في مثل هذه الحالات. وحتى مع ظهور أعراض وآلام تكلّس الكتف، فإن الأمر يستغرق وقتاً طويلاً، كي تصبح هذه الآلام ملحوظة، وأشار كلاوس فريتش إلى أنه قد تظهر آلام حادة بشكل مفاجئ، والتي قد تستمر لمدة أسبوعين. وفي هذه الحالة تذوب الترسيبات الكلسية من تلقاء نفسها، وتبتعد عن الأوتار وتخترق الجراب المجاور، وهو ما يؤدي إلى التهاب الجراب. - أدوية الالتهابات وأضاف البروفيسور الألماني فريتش قائلاً: "إذا كانت الآلام حادة للغاية، فإن العلاج في هذه الحالة عادةً ما يتضمن الأدوية والعقاقير المضادة للالتهابات مثل إيبوبروفين أو ديكلوفيناك". ويمكن للمريض تناول بعض المسكّنات، التي يتم صرفها بدون وصف الطبيب، إلا أنه لا يجوز تعاطي هذه المسكّنات لفترة أطول من أسبوع؛ لأنها قد تؤثّر بالسلب على الكبد والكلى وكذلك ضغط الدم والدورة الدموية". وإذا لم تساعد هذه الأدوية والمسكّنات في التخفيف من حدة الآلام، فيمكن للطبيب المعالج أن يقوم بحقن مادة الكورتيزون الفعالة في الجراب. - علاج طبيعي وإلى جانب الأدوية والعقاقير يحظى العلاج الطبيعي بأهمية خاصة في علاج تكلّس الكتف. وأوضح البروفيسور سفين أوسترماير، أختصاصي علاج المفاصل بمدينة فرايبورغ الألمانية، قائلاً: "يمكن لتمارين العلاج الطبيعي توسيع النطاق الموجود تحت عظمة الكتف بعض الشيء، وبالتالي يقل الضغط على الأوتار، التي يزداد سُمكها بسبب الترسيبات الكلسية". وبالإضافة إلى ذلك، يمكن ممارسة التمارين، التي تعمل على تنشيط الدورة الدموية في أوتار الكتف وتحفيز عملية إزالة الترسيبات الجيرية من الأوعية الدموية. وأضاف الخبير الألماني قائلاً: "خلال جلسات العلاج الطبيعي مثلاً يتم وضع جهاز تدليك على عضلات الكتف والرقبة، والذي يقوم بعمل اهتزازات ميكانيكية تصل إلى الأنسجة الأكثر عمقاً". - موجات صادمة وإذا لم تجدي الأدوية والعقاقير أو العلاج الطبيعي نفعاً في التخلّص من آلام تكلّس الكتف وتحسين حالة المريض، فيمكن اللجوء إلى العلاج بالموجات الصادمة؛ حيث يقوم الطبيب بتوجيه موجات فوق صوتية غنية بالطاقة إلى الكتف بشكل محدد. وأوضح سفين أوسترماير ذلك بقوله: "من خلال زيادة الضغط بشكل مفاجئ يتم تكسير الترسيبات الكلسية، بالإضافة إلى تعزيز الدورة الدموية، بذلك يتم إذابة البقايا الكلسية من الأنسجة المحيطة بصورة أفضل". وعادةً ما يكفي العلاج لمدة ثلاث جلسات، كل منها عشر دقائق، ولا يفصل بينها فترة تزيد على أسبوع. - الجراحة حل أخير ويعتبر التدخل الجراحي بمثابة الحل الأخير لإزالة الترسيبات الكلسية بأوتار الكتف، من خلال ما يعرف باسم عمليات تنظير الكتف. وأضاف سفين أوسترماير قائلاً: "عادةً ما يكون التدخل الجراحي هو الخيار الأخير لعلاج الحالات المستعصية، وعندما لا تحقّق طرق العلاج الأخرى النتائج المرجوة". وفي ظل بعض الظروف يتم إزالة الجراب مع الترسيبات الكلسية، وهنا ينبغي على المريض الحفاظ على كتفه لمدة ثلاثة أسابيع، ثم البدء في جلسات العلاج الطبيعي بعد ذلك. وبعد الشفاء في أعراض تكلس الكتف، فإنها لا تعود مرة أخرى، وتظل حدثاً فريداً من نوعه لدى معظم المرضى.