تكاليف الزواج المرتفعة تدفع الشباب للعزوبية
  • Posted on

تكاليف الزواج المرتفعة تدفع الشباب للعزوبية

العزوف عن الزواج أصبح من الظواهر اللافتة في المجتمعات العربية والإسلامية؛ حيث نجد بعض الشباب ممن تيسّرت لهم سبل الزواج يفضلون العزوبية وعدم الرغبة في تحمل مسؤولية أمور الزواج, وهو ما يعتبره الكثيرون سبباً جديداً لزيادة معدلات "العنوسة" والتي بلغت معدلات مخيفة في أغلب الدول العربية. ففي مصر بلغ عدد الفتيات ممن تجاوزت أعمارهن 35 عاماً بدون زواج 8 ملايين أي 40% من مجموع الفتيات في سن الزواج، وفي دول الخليج بلغت نسبة العوانس أرقاماً كبيرة؛ حيث تصدرت دولة الإمارات بنسبة 75% بينما 45% في السعودية. ولم تكُن ظاهرة العزوف عن الزواج من قبل الشباب قاصرة على دولة دون غيرها، بل تعددت في الكثير من البلدان العربية؛ ففي المغرب كشفت دراسة حديثة أعدتها المنسقة الوطنية للمنظمة المغربية لإنصاف الأسرة وشملت 1212 شاباً، قد غطت كل المناطق المغربية، وشملت شباباً تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة، أن نسبة 42% من المبحوثين أكدوا عدم إقبالهم على الزواج راجع إلى أنهم لم يجدوا الشريك المناسب، فيما أرجع 73.38% من العينة سبب عزوبيتهم إلى عدم وجود الإمكانيات المادية لذلك، وأضافت أن 32% من المستجوبين أعلنوا عن تخوفهم من المسؤوليات التي يطرحها الزواج أمامهم. كما كشف بحث جديد أن ارتفاع تكاليف الزواج وطلبات أسر الفتاة غير المنطقية تسببت في إلغاء فكرة الزواج لدى عقول الكثير من الشباب داخل المجتمع السعودي. وفي غزة وبحسب مراقبين فإن عزوف الشباب عن الزواج من الظواهر الاجتماعية التي توسعت في غزة خصوصاً بين فئة الشباب الذين تجاوزوا 30 عاماً، مرجعين ذلك إلى المشاكل التي أفرزتها الأوضاع المعيشية والأزمات في القطاع بسبب الفقر والبطالة وعدم توفر تكاليف الزواج؛ فضلاً عن الظروف الأمنية المتردية, فما هي الأسباب وراء ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج وما خطورة ذلك على المجتمع؟يبرر الأستاذ سعيد محمود، باحث، عدم إقباله على الزواج على الرغم من أن عمره تجاوز الـ40 عاماً بأنه انشغل بحياته البحثية، وكان يعتبر الزواج مصدراً لتعطيل مشواره البحثي. ولم تكن لديه القدرة على تحمل مسؤولية الزواج واستكمال مشواره العلمي؛ فقرر تأجيل زواجه وعدم التفكير فيه.بينما تقول منى سعد، معلمة: بجانب مشكلات غلاء المهور وارتفاع نفقات الزواج تظهر مشكلة عزوف الشباب كمشكلة جديدة تهدد بزيادة شبح العنوسة، معتبرة أن بعض الشباب أصبح يتخذ من هذا العزوف وسيلة للهروب من تحمل المسؤولية. وتؤكد إيمان أبوالفضل، أستاذ علم الاجتماع أنه لا أحد ينكر أن ضغوط الحياة كثيرة على الشباب وهناك عقبات كثيرة تحول دون تحقيق حلم الزواج؛ نظراً لبعض العادات والتقاليد التي تكبّدهم أعباء لا طاقة لهم بها، ولكن ليس معنى ذلك أن يكون الحل هو العزوف عن الزواج, معتبرة أنها سلبية ونوع من الهروب عن مواجهة المشكلة، والأمر له عواقب كثيرة على المجتمع من أهمها زيادة معدلات العنوسة. وشددت على أن هذا التوجه من الشباب والمتمثل في العزوف عن الزواج ناقوس خطر جديد يتطلب ضرورة التخلي عن المبالغات في المهور وتكاليف الزواج وتيسير الأمر على الشباب..