ساعات طويلة كان ينتظرها السعوديون حين تتعطل مركباهم على الطرق السريعة في المملكة، وكانوا ينتظرون من يقدم لهم يد العون وفي بعض الأحيان كان يصيبهم اليأس من أن يساعدهم أحد أو أن يصل إلى وجهته في الوقت المحدد، إلى أن ظهرت مبادرات جديدة من الشباب تساعد المركبات المتعطلة على الطرق، وبعد ذلك تطور الأمر وأصبح هناك تطبيق أتاح لهم الفرصة لاستدعاء من يقدم لهم المساعدة. بدأت فكرة التطبيق الذي ابتكره الشاب السعودي سلمان السحيباني في عام 2013، وتم تنفيذها فعليا في عام 2014، امتدادا لمبادرات التي أطلقها الشباب لمساعدة المركبات المتعطلة على الطرق، أبرزها المبادرة الوطنية "فرسان الطريق" التي انطلقت في العام 2014، بمبادرة فردية من عبد الرؤوف ناشر. "ناشر"  كان يجوب بسيارته الشوارع باحثا عن من يحتاج المساعدة جراء تعطل مركبته، وبعدها تحولت مبادرته إلى عمل جماعي يضم أكثر من 350 شابا متطوعا يتوزعون على مختلف مناطق المملكة، لمساعدة أصحاب المركبات المتعطلة مجانا، وبعد ذلك تطور الأمر إلى أن الشباب بدأ يساعده المتعطلين على الطرق باستخدام هواتفهم النقالة وتلقي البلاغات عليها.  وتطور الأمر إلى أن وصل إلى "مُرني"، التطبيق الإلكتروني الذي يعمل تحت شعار "معاك وين ما تكون" والذي يهدف إلى تقديم خدمة مساعدة الأشخاص الذين يحتاجونها في حال تعطل مركباتهم في الطرق من خلال اختيار الخدمة المطلوبة وتحديد موقع المركبة، ليحصل صاحبها على الخدمة بشكل سريع وجهد بسيط، وبأسعار منافسة. المشروع يتميز بأنه شبابي تماما، إذ يدير أعمال التطبيق 27 شابا سعوديا ولهذا قامت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بتدشين التطبيق كما احتضنه برنامج "بادر" لحضانات التقنية في الرياض، حتى نجح التطبيق في جذب عدد كبير من الأشخاص من خلال الخدمات التي يقدمها  نقل السيارات المعطلة، وإعادة شحن أو تغيير البطارية، وإصلاح أو تغيير الإطارات، وتعبئة الوقود للسيارات المقطوعة. وتبين بعد ذلك أن هناك  500 ألف شخص يحملون التطبيق، فيما يستخدمه 100 ألف منهم  فعليا، باستخدام الآليات المتاحة في التطبيق التي تبدأ باختيار الخدمة المطلوبة، وتحديد موقع المركبة، وعلى الفور يحصل الشخص على المساعدة. وبعد النجاح الساحق الذي حققه التطبيق في مساعدة الآلاف يوميا، احتفى المنتدى العالمي "مسك" الذي تنظمه مؤسسة الأمير محمد بن سلمان "مسك الخيرية" في الرياض، أول من أمس الثلاثاء بالتطبيق وبنجاحه، كما سلط الضوء على ملفات ريادة الأعمال والابتكار وتطوير المواهب في 16 مجالا مختلفة أيضا.