التدخين عادة سيئة موجودة في المجتمع من قديم الأزل ولكن طرأت علينا في الآونة الأخيره موضة تدخين المرأة بشكل علني ، ففي الماضي كنا نجدها تفعل ذلك في الخفاء دون أن يعلم بها أحد ، إلا أنّها أصبحت تُدخّن في العمل و على المقاهي وبشكل جماعي أمام الجميع دون استحياء . وتشير الدراسات إلى أنّه من أسباب إقبال المرأة على التدخين هو تقليد الرجل وإحساسها بأنّها تستطيع أن تفعل كل شيء يفعله . وفي هذا السياق توضح "الدكتورة عزة كريم - أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية و الجنائية بالقاهرة " أنّ أسباب انتشار ظاهرة التدخين عند المرأة ترجع إلى خروجها للعمل ومشاركة الرجل في كل شيء كالتعليم وتقلّد المناصب مما جعلها تشعر أنّه من حقها التدخين بشكل علني مثلما يفعل هو، أو أنها قد تفعل ذلك كنوعٍ من التسلية أو مجارات صديقاتها لفعلٍ جديد. لافتةً إلى أنّ ظاهرة تدخين "الشيشة" أصبحت مُنتشرةً في مجتمعاتنا العربية ، مُعتبرة أنّ الغالبية العظمى منهن يتعاملن معها على أنّها نوعٌ من التسلية ، خاصةً لما لها من طقوس لتناولها كتحضير أدواتها وتجهيز مكان ثابت لها ، بالإضافة إلى أنّها تحتاج لجلسات جماعية لذلك نجدها منتشرة بقوة في المقاهي. وترى "كريم " أنّ تدخين السجائر مرحلة متطورة لتلك الظاهرة عند النساء ، حيث إنّ الشيشة ليست متاحة في كل وقت فتلجأ إلى استخدام السجائر لسهولة تناولها في أي وقت وفي أي مكان . وعن نظرة المجتمع للمرأة المدخنة تقول "كريم" إنّ نسبة تقبل المجتمع للمرأة المدخنة لم تصل إلى 70%. موضحةً أنّ التدخين عادة سيئة للرجل وللمرأة ، لكنها تؤثر على المرأة بشكل أكثر سلبية لاختلافها في طبيعتها الفسيولوجية عنه ، فقد أثبتت الدراسات الطبية أنّ المرأة المُدخنة تزيد فرصها في الإجهاض أثناء الحمل أوحدوث تشوهات خلقية في الجنين ، بالإضافة إلى أنها تؤثرسلباً في صحة أبنائها عن طريق التدخين السلبي. ناصحةً الأم المدخنة بالإقلاع عن التدخين لأنّها تزيد من استعداد ابنتها للتدخين ، فهي القدوة لها كما أن الأب يكون قدوة لأبنائه .