بالفيديو: قواعد انتقاد الآخرين دون إزعاجهم
  • Posted on

بالفيديو: قواعد انتقاد الآخرين دون إزعاجهم

جميعنا نتعرض للنقد، وأيضاً ننتقد الغير، هكذا هو حال الإنسان يشغل باله بكل من حوله، فليته يفكر في نقد ذاته على نفس القدر، فالنقد وسيلة من وسائل التقييم، ولكن يجب أن يكون هادفاً بنّاءً؛ حتى لا يسبب الأذى النفسي للآخرين. وتشير إحدى الدراسات إلى أن استخدام النقد في الحوار بين الأشخاص يعمد إلى تقييم آراء وأفكار الآخرين، وربما مظهرهم الخارجي في ضوء الإطار المعرفي للشخص الذي يقوم بالنقد. كما أوضحت الدراسة أنه قد يختلف رد فعل الأشخاص عند تعرضهم للنقد وفقاً لدرجة الوعي، وإن كان الشخص حساساً تجاه أقوال وأفعال الآخرين بدرجة كبيرة، قد يؤدي ذلك إلى نشوب الخلافات بين الطرفين، نظراً لتعوّد ذلك الشخص على الاستماع لرأيه الشخصي فقط ورفض الآخر. تعلّق الأستاذة حنان القزاز، مستشارة العلاقات الاجتماعية والأسرية، بأن رغبة الإنسان في نقد الآخرين هي أمر فطري، ولا يشترط أن يكون هذا النقد من خلال الكلمات، فهناك لغة الجسد التي تفصح عما بداخل صاحبها أيضاً. ولكن النقد يجب ألا يكون في صورة توجيه الاتهامات أو إلقاء اللوم بشكل فظ، لأن هذا الأسلوب عادة ما ينتج عنه أسلوب دفاعي من قبل الطرف الآخر، وتدريجياً قد يتحوّل الأمر إلى نوع من تجاهل كلام الشخص مصدر النقد وإظهار اللامبالاة نحوه. مشيرة إلى بعض النصائح عن آداب انتقاد الآخرين: - يجب تحرّي الدقة قبل التفوّه بعبارات تمس الحياة الشخصية للآخرين. - التوبيخ من أكثر الأساليب التي تسبب النفور في الحوار، مما يجعل الطرف الآخر يحجم عن المناقشة مع الشخص مصدر النقد اللاذع مجدداً. - فبدلاً من توبيخ الآخر، يفضّل إسداء النصيحة له، ولكن في صورة لا تبدو كنوع من التطفّل على حياته. - قبل توجيه اللوم ومعاتبة الآخرين، يجب التعرف الجيد على ملابسات وحقيقة الأمور. - إن توجيه النقد اللاذع من الأساليب الهادمة للمودة بين الناس، مما قد يجعلهم يفقدون الثقة في بعضهم البعض، ويتجنّبون الحوار من الأساس. - بالنسبة للأطفال والمراهقين، فإن استخدام النقد المتكرر وتسليط الضوء على الجوانب السلبية، علاوة على تعمّد تصيّد الأخطاء قد يكون دافعاً لبحث الطفل عمن يحاكيه بشكل أفضل، وقد يكون ذلك مجرد شخصية افتراضية عبر شبكة الإنترنت؛ مما يجعل الأمر في غاية الخطورة. ويعقّب الدكتور علي عبيد استشاري تعديل السلوك، من خلال برنامج "سيدتي" المذاع على قناة روتانا خليجية، بأن النقد بصفة عامة هو تفحّص الأشياء من حولنا وتكوين آراء عنها والبحث عن كل من الإيجابيات والسلبيات، مع مراعاة العمل على تعديل السلبيات وتعزيز الإيجابيات. مشيراً إلى أن النقد يكون هادفاً وفي محله الصحيح إذا صدر عن أشخاص مختصين؛ حيث تكون نظرتهم موضوعية للأمور، أي أن الإنسان قد يتقبّل النقد ممن يفوقه في الخبرة. فإذا اعترض شخص عن أداء آخر في عمل ما، فلكي يحق له توجيه النقد، يجب أن يكون متخصصاً في هذا العمل ويعلم الكثير عنه، حتى يمكنه إصدار الأحكام على غيره. موضحاً أن الفيصل في تقبّل الأشخاص بصفة عامة لأسلوب النقد هو الأسلوب، لذا يجب انتقاء الكلمات المعبّرة عن وجهة النظر دون استخدام العبارات الجارحة والمحرجة أو التي قد تثير حفيظة الآخرين. مؤكداً أن تقبّل الإنسان للنقد يعتمد على: - ذكاء الشخص في الحوار، حيث يمكنه لفت انتباه المتلقّي للأشياء محل النقد دون أن يتسبّب في جرح المشاعر أو حدوث الضجر. - مدى التقارب بين الأطراف، فكلما كنت متودداً إلى شخص ما (صديقك مثلاً)، زادت فرصة تقبّله للنقد. - اختيار الوقت المناسب لتوجيه النقد. - عدم التعلّل بالقناعة من أجل رفض النقد، بل على العكس ينبغي أن يتمتع الفرد بسعة الأفق التي تتيح له سماع وجهات نظر الآخرين. - التفرقة بين الصدق والصراحة؛ حيث إن الصراحة قد تحوي بعض الاندفاع في الأسلوب، بينما الصدق يعني قول الحقيقة ولكن في صورة موضوعية منمّقة. - توقّع رد الفعل مسبقاً.