لاشك أن تنظيم الوقت يعد بمثابة المحرك الرئيسي للحياة، حيث إن إنجاز المهام اليومية للإنسان قد يتوقف على حسن استغلال الوقت؛ بدءاً من الاستيقاظ في الصباح وحتى نهاية اليوم. وتشير إحدى الدراسات إلى أنه على الرغم من توافر نفس عدد الساعات يومياً لدى جميع الأشخاص، إلا أن إدارة الوقت تختلف من شخص لآخر وفقاً لبعض العوامل: - درجة الوعي بأهمية الوقت. - حجم المسؤوليات اليومية. - عدد أفراد الأسرة المحيطة. - الحالة النفسية والصحية للإنسان. وأكدت الدراسة أن التخطيط الجيد للوقت يعد من أهم مقومات النجاح في الحياة بوجه عام، مشيرة إلى أن المرأة أكثر قدرة على تنظيم الوقت من الرجل وبخاصة في ظل تعدد المهام والمسؤوليات الملقاة على عاتقها. تقول إيمان مدحت، مدير تنفيذي، إن كل الأمور تعتمد على الصباح، فإذا استيقظت متأخرة يحدث لي نوع من التشتت طيلة اليوم. وتتفق معها دعاء عبدالشافي - محاسبة قائلة بأن السهر ليلاً يفسد اليوم التالي، وخاصة إذا كان يوماً شاقاً مع الأبناء. وتعقب الأستاذة حنان القزاز، المستشارة الاجتماعية والأسرية، قائلة بأن تنظيم الوقت لا يتطلب استراتيجية معقدة ولا قوالب ثابتة، بل إن كل إنسان يمكنه تنظيم وقته وفقاً لظروفه الخاصة بما يمنحه القدرة على التخطيط الجيد للحياة. مشيرة إلى بعض الفوائد التي تعود على الإنسان بفضل تنظيم الوقت، منها: - الشعور بالراحة النفسية. - التقليل من حدة الضغوط اليومية. - تحقيق النجاح سواء في العمل أو الدراسة. - إتاحة الفرصة للإنسان لممارسة بعض الأنشطة والتي تخرج عن نطاق الروتين اليومي. - تحسين الحالة المزاجية. مؤكدة أن تنظيم الوقت يعتمد في الأساس على تحديد قائمة الأولويات، ومحاولة التنسيق بين الأعمال والمهام الملحة والأخرى التي يمكن إرجاؤها إلى وقت لاحق. كما أوضحت بعض النصائح الهامة من أجل نجاح المرأة في تنظيم الوقت والتي أوردت منها: - تنظيم مواعيد النوم الخطوة الأولى للنجاح في إدارة الوقت. - حاولي الاستيقاظ مبكراً بصورة يومية حتى في أيام العطلات، لأن تغيير البرنامج اليومي قد يؤثر سلباً على مستوى النشاط والأداء. - اعتادي على الذهاب للتسوق مرة واحدة أسبوعياً على الأكثر، لأن ترددك المستمر على الأسواق يهدر الوقت والمال. - ممارسة الرياضة ولو لبضع دقائق يومياً تساعد على تجديد النشاط. - أنت غير مضطرة إلى الاستذكار لساعات يومياً مع أطفالك، فلا ترهقي نفسك بذلك، فقط تابعيهم طوال أيام الأسبوع، وخصصي يوماً واحداً فقط للمراجعة والمذاكرة الشاملة. - من الأمور الهامة أيضاً إشراك الزوج في مسؤوليات ومهام الأبناء؛ لأنه يساعد على تخفيف الأعباء عنك، مما قد يساعدك على توفير بعض الوقت الخاص بك. وفي نفس السياق تعلق الأستاذة ماريا خليفة، مدرب التنمية البشرية، من خلال برنامج سيدتي المذاع على قناة روتانا خليجية قائلة: هناك خطوات عملية لتقدير قيمة الوقت وهي: - الفحص الذاتي ومراقبة الأفكار ونوعية التفكير من خلال أن قيام الإنسان بطرح بعض التساؤلات على نفسه مثل: هل لدي الوقت الكافي لإنجاز المهام؟ هل أنا فعلاً شخص منتج؟ - السيطرة وضبط المشاعر والانفعالات فالإنسان الذي يحسن استغلال الوقت، يدرك حقيقة أن الوقت الذي يمضي لا يمكن تعويضه أبداً؛ مما يدفعه إلى المحافظة على نظام يومي يسهل عليه أداء الأعمال اليومية دون الشعور بالضغوط النفسية. - تغذية النفس بالعاطفة والوعي من خلال تحديد الأولويات وكتابة المهام في ورقة أسبوعية، ثم مراجعتها مع نهاية الأسبوع للتعرف على مدى نجاحك في إدارة واستثمار وقتك، كما يجب عليك أيضاً اختصار الوقت الذي يضيع هباءً مع الأشخاص الذين قد يتسببون في تعطيلك. - الاهتمام بالاحتياجات النفسية والصحية حيث يجب الحرص على أوقات الاسترخاء من أجل تجديد النشاط بصفة مستمرة، وأيضاً من أجل الحفاظ على صحتك النفسية والجسدية. كما أكدت ضرورة ألا تقوم المرأة بإرجاء الكثير من المهام إلى العطلة، حتى تتمكن من تخصيص فترة كافية للراحة والاسترخاء.