يحتفل المسلمون في اسبانيا بشهر رمضان المبارك بعادات وتقاليد ضاربة في القدم. وتعتبر النكهة الخاصة لشهر رمضان في العاصمة مدريد وغيرها من المدن الاسبانية التي ما زالت الآثار الأندلسية شاهدة فيها على الحضارة الإسلامية، فهو لحظة تجمع بين الديني والإنساني، وبين الخلوة والمجالسة، وبين الأخذ والعطاء، شهر لصلة الرحم بين مسلمي هذا البلد. ولعل ما يجمع بين مسلمي العاصمة مدريد، وإسبانيا عموما، بالإضافة إلى الصوم، ترددهم على المساجد، البالغ عددها في هذا البلد، الذي يعد بوابة الإسلام في أوربا، نحو 300 مسجد ومصلى، وأكبرها يوجد في العاصمة مدريد وهو المركز الإسلامي الثقافي، المعروف اختصارا بمسجد "إمي ترينتا". وتسهم الجمعيات الإسلامية بدورها في تنشيط ليالي المسلمين خلال هذا الشهر الفضيل، التي تتوزع بين أداء الشعائر الدينية والإقبال على الدروس والمحاضرات التي يلقيها أئمة ووعاظ جاؤوا لتأطير الجالية المسلمة في الحقل الديني. ويقوم بعضها بتنظيم برامج خاصة من قبيل الإفطارات الجماعية التي يؤمها المسلمون وغير المسلمين، مشكلة بذلك فسحة للتلاقي والتحاور والتعايش والتعرف على شعائر الدين الإسلامي بالنسبة لغير المسلمين، ومحاضرات ومؤتمرات تعالج قضايا الجاليات الإسلامية في المهجر. [foogallery id="163040"]