كشفت دراسة حديثة أن النفايات الإلكترونية تحتوي على كميات متفاوتة من المعادن النفيسة كالذهب والفضة والبلاتين، وأنه من الممكن أن يستخرج الإنسان من إعادة تدوير 150 ألف جهاز حاسب آلي ما يقرب من 380 كيلو غرام من الفضة، و37 كيلو غرام من الذهب و16 كيلو غرام من البلاديوم. وفي إطار الفعاليات التي تقوم بها الجمعية الخيرية "إنسان" لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض، أعلنت عن انطلاق مبادرة جديدة تحت عنوان "اكفل يتيم بجهازك القديم"، وذلك بالتعاون مع إحدى مؤسسات القطاع الخاص المتخصصة في تدوير النفايات الإلكترونية، وهو ما كان ينادي به خبراء الاقتصاد مؤكدين أن سوق تدوير المخلفات الإلكترونية سوق واعدة وستتطور سريعاً في المستقبل باعتبارها منجما للمعادن الثمينة، خصوصاً أن تكلفة استخراجها من النفايات أقل عشرة مرات من استخراجها من المناجم الطبيعية. [foogallery id="256215"] وتسعى المبادرة إلى تحويل المخلفات الإلكترونية والكهربائية إلى مواد جديدة تدخل في صناعات أخرى تعود بالنفع على الاقتصاد، حتى يعود ريعها لصالح برامج الجمعية المتعلقة بالأيتام، كما تحرص على نشر وتعزيز ثقافة التدوير وضرورة التخلص الآمن من المخلفات الإلكترونية والكهربائية مثل الثلاجات والمكيفات والأفران وأجهزة الحاسب الآلي والأجهزة الطبية وأجهزة الاتصالات. وبعد أن يتم جمع المخلفات في سيارة تجوب أنحاء السعودية يتم تحويلها إلى مواد نافعة لخدمة فئة الأيتام، فضلاً عن توطين تقنية إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية والكهربائية في السعودية ، بحسب لائحة المبادرة. وقال مدير عام الجمعية صالح اليوسف، إن مبادرة "اكفل يتيم بجهازك القديم" لها أهداف بيئية تسهم في المحافظة على صحة الأفراد خاصة الأطفال، وإن المبادرة ستعمل على توطين تقنية إعادة تدوير المخلفات عبر خلق فرص عمل للأيتام أو عائلاتهم، موضحاً أن المبادرة تأتي ضمن الشراكات التي تقيمها الجمعية مع القطاع الخاص بهدف دعم رسالتها والتعريف بها لدى المجتمع، وحث القطاع الخاص على المشاركة في دعم وكفالة الأيتام. ولفت إلى أن دور الجمعية يتمثل في حث المجتمع على التبرع بمخلفاتهم الإلكترونية والكهربائية، فيما تقوم مؤسسة التدوير بالمهام التشغيلية من تشغيل وتدوير وإعادة تصنيع، وأن النفايات الإلكترونية والكهربائية التي ترمى بشكل عشوائي تتسرب مكوناتها من العناصر السامة إلى الموارد الطبيعية من ماء وهواء وتربة وتصل بشكل أو بآخر إلى الإنسان، فيما تعمل المبادرة على الاستفادة من هذه المواد وتحويلها إلى روافد اقتصادية يعود ريعها لخدمة المجتمع. وشرح "اليوسف"، أن المبادرة ستكون على مرحلتين، الأولى موجهة للمؤسسات سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، حيث يمكن لأي جهة لديها مخلفات الاتصال بالجمعية وسوف تأتيها عربات الجمعية مباشرة لنقل المخلفات، أما المرحلة الثانية فستكون موجهة للجميع، حيث سيتم نشر حاويات مخصصة في الأحياء والأماكن العامة توضع فيها مخلفات الأجهزة، وتقوم الجمعية بأخذها بين الفينة والأخرى لإرسالها لجهات التدوير. وأكد "اليوسف"، أنه رغم عمر المبادرة القصير، إلا أنها حظيت بتفاعل جيد من قبل عدد من المؤسسات والتي تقدمت بطلبات للجمعية للتبرع بمخلفاتها، مبينا أن هذا التفاعل الكبير يدل على أهمية المبادرة، كونها تساعد المؤسسات في التخلص من مخلفاتهم والحفاظ على بيئتهم، وأنها تمثل العمل الخيري الذي يسهم في دعم المجتمع والتي يذهب ريعها في دعم برامج الرعاية الصحية والطبية للأيتام. وتعتبر جمعية "إنسان" من أكبر الجمعيات التي تعنى برعاية الأيتام بـ السعودية ، إذ تكفل أكثر من 14 ألف أسرة، يتوزعون على 17 منطقة في العاصمة الرياض. وحازت الجمعية منذ تأسيسها عام 1998 على العديد من الجوائز، أبرزها جائزة الفوربس للجمعيات الخيرية الأكثر شفافية وجائزة الشيخ فهد الأحمد الدولية للعمل الخيري، وجائزة الأمير نايف الذهبية للسعودة عن القطاع الخيري.