بالصور.. العنف الذكوري يصدم إيطاليا بعد مقتل 70 فتاة وامرأة !!‎
  • Posted on

بالصور.. العنف الذكوري يصدم إيطاليا بعد مقتل 70 فتاة وامرأة !!‎

[foogallery id="220367"] تعرضت سارة للإحراق حية؛ قام رفيقها السابق بسكب البنزبن عليها وإضرام النار فيها في أحد الليالي بضواحي روما وذلك بعد أن قررت طالبة الاقتصاد ذات الـ22 عاما إنهاء علاقتها به. في اليوم التالي عثرت والدتها على جسد الابنة المتفحم في سيارتها فأصيبت بالانهيار. أثارت قضية سارة الرأي العام الإيطالي في حزيران/ يونيو الماضي ولكن صور الفتاة الشقراء لا تزال شائعة في وسائل الإعلام. قضيتها واحدة من القضايا الكثيرة التي تنتمي لهذا النوع وتنتشر في إيطاليا و هو العنف الذكوري . تكررت القصة هذه المرة مع فانيا. إنها سيدة عمرها 46 عاما من لوتشا في توسكانا وتوفيت نتيجة إصابات الحروق الخطيرة التي تعرضت لها بعدما تعرض للحرق بالبنزين. المشتبه به هو رجل بنفس عمرها يعاني من حرق في ذراعه ولكنه أنكر الجريمة تماما وفقا لوكالة الأنباء الألمانية. بعدها بعدة دقائق، رجل آخر عمره 55 عاما قتل شريكته بـ12 طعنة عقب شجار بينهما في كازيرتا ثم سلم نفسه للشرطة وهو يحمل سلاح الجريمة في يده. لاحقا هاجم رجل زوجته بمطرقة في بلدة سكواري بجنوب روما ولكنها نجت من الحادث. ألقت الشرطة القبض عليه في محطة القطار وهو يحمل المطرقة الدامية في يده. رجال يقتلون سيدات. إنها ظاهرة لها مسمى خاص في إيطاليا؛ ففي النصف الأول من 2016 تعرضت 70 أنثى للقتل على يد رفقائهن العاطفيين السابقين أو أزواجهن أو عشاقهن، وفقا لوسائل الإعلام الإيطالية. قد يبدو الرقم كبيرا ومفجعا ولكنه أقل بنسبة 25% من نفس الفترة في العام السابق. الرقم كبير فعلا مقارنة بباقي الدول الأوروبية؛ ففي ألمانيا على سبيل المثال لقيت 74 امرأة حتفهن على يد شركاء حياتهن في عام 2015 بأكمله، وفقا للمكتب الفيدرالي الألماني لتحقيقات الجريمة، فيما يتراجع الرقم إلى 60 في إسبانيا، وفقا لبيانات وزارة الصحة والخدمات الاجتماعية والمساواة. وعلى الرغم من أن الأرقام لا يمكن مقارنتها بشكل مباشر لكن يبدو أن الرجال الإيطاليين يفقدون سيطرتهم على أنفسهم غالبا حينما يتعرضون للهجر من قبل رفيقاتهم العاطفيات سواء بسبب اعتقادهم بأن ذكورتهم قد انجرحت أو بسبب اعتزازهم المريض بأنفسهم. تقول طبيبة علوم النفس الإجرامية "يتصرفون مثل الأطفال. إذا لم يكن بإمكانهم الحصول على ما يريدونه فإنهم يسعون لتدميره"، بل إن رفض المرأة لهم لا يتم التعامل معه بجدية من جانبهم حيث لا يمكنهم الاعتراف به". وتحاول حكومة روما منذ فترة طويلة مكافحة هذه الظاهرة، فحكومة رئيس الوزراء السابق إنريكو ليتا (2013-2014) صدقت على عقوبات أكثر قسوة وأدخلت التحرش والعنف المنزلي في التشريع الإيطالي. وأعلنت الحكومة الإيطالية العام الماضي عن خطة عمل جديدة، فيما أن وزيرة الإصلاحات الدستورية ماريا الينا بوسكي تسعى لإنشاء لجنة خاصة بمشاركة عدة مؤسسات في أيلول/ سبتمبر المقبل. ويرى رئيس الشرطة فرانكو جابرييلي أن قتل النساء يعد أكثر من مجرد جريمة، حيث يعتبره شأنا ثقافيا يتعلق بالشخصية، لذا يطالب بعدم إخفاء الجرائم ويشجع الضحايا على الإبلاغ عن الأمر، فهذا هو على الأقل ما قاله حينما كان يقدم مع وزير الداخلية الإيطالي أنجلينو ألفانو حملة بعنوان "هذا ليس حبا" في تموز/ يوليو الماضي. وتنشط الشرطة بحملات في 14 مكانا لتسهيل وصول النساء لخدماتها. ويعتبر الخبراء أن عدد النساء اللواتي يتعرضن لسوء معاملة ولا يبلغن عن الأمر للشرطة مرتفعا وقد يصل إلى 90%. وترفض الكثيرات القيام بالأمر خوفا من غضب أزواجهن، كما تقول باتشارو، التي تشير إلى أنهن يقررن البقاء بجانب من يسئن معاملتهن لأسباب مالية. وبالنسبة لهذه الحالات فإن تغليظ العقوبة القانونية لا يساعد، بل توجد حاجة لمراكز لتقديم العناية للضحايا ومراكز للجوء ومساعدات اقتصادية، حيث تقول خبيرة العلوم الإجرامية "في النهاية يصبحن بمفردهن". من ضمن الأمثلة على هذا حالة برناديتي ذات الـ55 عاما، مقيمة في مدينة مودينا والتي توجهت للسلطات بعد فترة طويلة من تعرضها لسوء المعاملة، لكن في حزيران/يونيو عثر على جثتها في ثلاجة قديمة. وفي حالة سارة أيضا كانت هناك مؤشرات تنذر باحتمال وقوع شيء ما؛ حيث أن رفيقها السابق كان يلاحقها وفقا لما قالته صديقاتها وحينما شاهدها تقبل رفيقها العاطفي الجديد وعد بأنها ستدفع الثمن، ثم دعاها للحديث للمرة الأخيرة واستغل اللقاء للانتقام. تقول باتشارو "المقابلات الأخيرة دائما ما تكون خطرة". وعقب مصرع سارة والذكرى الـ70 للموافقة على مشاركة النساء في الانتخابات بإيطاليا، ارتدى أشخاص من جميع أنحاء البلاد اللون الأحمر وعلقوا في النوافذ رايات حمراء ترمز لدماء الإناث التي تراق بسبب العنف الذكوري. مرة أخرى، تجدد النقاش حول إذا كانت الجريمة التي تعرضت لها سارة ونساء أخريات كان يمكن تجنبها إذا كان أصدقاؤها أو المحيطون بها تحلوا بقدر أكبر من الاهتمام، وبالمثل تعالت أصوات أخرى تطالب بعقوبات أكثر قسوة وتمويل أكثر لعملية المساعدة وتدخل أكبر من قبل الحكومة. وتوجد الكثير من المبادرات الخاصة مثل مؤسسة (دوبيا ديفينسا) والتي تعني (الدفاع المزدوج) والتي أنشأتها العارضة ميشيل هونزيكر والمحامية جوليا بونجورنو، ولكن "بعيدا عن القوانين والتمويل لمراكز مكافحة العنف يجب أن يطرأ تغيير ثقافي"، كما تقول رئيسة البرلمان الإيطالي لاورا بولدريني. وتؤكد باتشارو أن الكثير من النساء لا يدركن أساسا كونهن ضحايا. يجب أن يبدأ التغيير الثقافي مع الأصغر سنا وفي البيت والمدرسة.