النوم والبدانة.. علاقة معقّدة
  • Posted on

النوم والبدانة.. علاقة معقّدة

حصول الإنسان على قسط واف من النوم يومياً يحقّق له العديد من الفوائد الصحية والنفسية، وتنظيم مواعيد النوم يؤدي بدوره إلى تنظيم مواعيد الوجبات الغذائية اليومية، لكن هل يمكن أن يساهم النوم لساعات طويلة في حل مشكلة البدانة؟ تتباين وتتناقض نتائج الدراسات في هذا الشأن، فقد أشارت دراسة أمريكية إلى أن النوم المتواصل لأكثر من تسع ساعات يومياً يؤدي إلى العديد من الأمراض من بينها السمنة وارتفاع ضغط الدم. كما أشارت دراسة أخرى إلى أن السمنة هي أحد الأسباب المسؤولة عن ميل الإنسان إلى النوم لفترات طويلة، فالشخص الذي يعاني من البدانة عادة ما يصاب ببعض مشكلات التنفس، ما يسبب له اضطرابات النوم، فيجعله عاجزاً عادة عن الحصول على نوم هادئ. وهناك بعض الدراسات التي أكدت أن الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم ويميلون إلى السهر لأوقات متأخرة من الليل، هم الأكثر تعرّضاً للإصابة بالبدانة، لاتباعهم في العادة السلوكيات الغذائية الخاطئة المرتبطة بنمط حياتهم. وفي هذا الإطار تقول "الدكتورة سمر صديق- استشاري التغذية العلاجية" النوم غير الصحي يعمل على زيادة الوزن، فقلة عدد ساعات النوم تؤدي إلى اضطراب النسق الهرموني بالجسم، ما يؤدي إلى زيادة الشهية وبالتالي الإقبال على تناول الدهون والسكريات الغنية بالسعرات الحرارية. موضحة أن كثرة عدد ساعات النوم تقلّل من الطاقة التي يحرقها الجسم خلال اليوم، لقلة الحركة وانخفاض معدل الحرق أثناء النوم. مشيرة إلى النصائح الآتية: - ضرورة ضبط الساعة البيولوجية، والحصول على قدر كاف من النوم ليلاً، حتى يتمكن الإنسان من التحكم في شهيته. - الحرص على تناول وجبات متوازنة يومياً. - ضبط مواعيد الوجبات. وفي نفس الإطار تُعلّق "الدكتورة أمل كنانة- أخصائية التغذية" في برنامج "سيدتي" المذاع على قناة روتانا خليجية قائلة: هناك بعض الاضطرابات النفسية التي قد تصيب الإنسان مثل الأرق والتوتر الذي يؤثر بدوره على العادات الغذائية. مشيرة إلى أن الحالة النفسية للفرد ترتبط بسلوكه الغذائي، فإذا كان الإنسان يعاني من بعض الضغوط النفسية فقد تتولد لديه رغبة مفرطة في تناول الطعام، ويعد ذلك بمثابة وسيلة لتفريغ الطاقة وأحياناً يحدث العكس أي فقدان الشهية. كما أضافت أن تلك الاضطرابات من شأنها أن تسبب السمنة وزيادة الوزن، وكنتيجة لذلك قد تتعقد الحالة النفسية للفرد على نحو أكبر، ما يستدعي التدخل العلاجي. موضحة أن كثرة السهر تؤدي إلى زيادة إفراز الإنزيم المسؤول عن شعور الإنسان بالجوع، ما يؤدي إلى زيادة إفراز الأنسولين في الدم، وبالتالي يتولد لدى الإنسان الشعور بالحاجة الماسة إلى الطعام. مؤكدة أن إقبال الإنسان على كميات من الطعام الإضافي خلال الأوقات المتأخرة تؤدي إلى زيادة الوزن، حيث إن معدل الحرق ينخفض ليلاً ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة تخزين السعرات الحرارية بالجسم. واضعة بعض النصائح في هذا الشأن: - لا بد من تنظيم مواعيد النوم. - إذا كان نمط الحياة يعتمد على السهر ليلاً، فلا بد من تنظيم مواعيد الوجبات على النحو التالي: - الإفطار فجراً. - تناول وجبة خفيفة بعد الاستيقاظ من النوم. - تناول الوجبة الرئيسية في بداية الليل. - الحرص على شرب كميات كافية من الماء، وذلك لأن عدم إحساس الإنسان بالعطش لفترات طويلة يتولد بدلاً عنه شعور بالجوع ما يؤدي إلى الإفراط في الأكل. - تجنب الإفراط في تناول الحلويات. - التقليل من مشروبات الكافيين، والاعتماد على المشروبات الطبيعية مثل النعناع والبابونج التي تساعد على الهدوء والاسترخاء. - تجنب المشروبات الغازية والوجبات السريعة. - تعويد الأبناء على السلوكيات الغذائية الصحيحة. - الحرص على النشاط الحركي وممارسة المشي يومياً، خاصة للسيدات حيث تقل لديهن كثافة العضلات مع تقدم العمر، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث الترهلات بعد سن الأربعين. - التحلّي بالإرادة القوية في تنظيم العادات الغذائية يؤدي إلى إحداث التوازن في الحياة.