المسرح الروماني.. تاريخ يعانق جمال عمّان
  • Posted on

المسرح الروماني.. تاريخ يعانق جمال عمّان

تعدّ حضارة الأردن لوحة تاريخية رُسمت بإتقان بمزيج من الجمال والفن، خصوصاً في مجال البناء والتشييد، ومن أهم الملامح السياحية وأشهرها على الإطلاق في الأردن والتي تكتسي بعبق التاريخ "المسرح اليوناني" الذي يقع في الجزء الشرقي من العاصمة الأردنية عمّان، وتحديداً عند سفح جبل الجوفة على أحد التلال المقابلة لقلعة عمّان، وتشير كتابة يونانية موجودة على إحدى منصات الأعمدة إلى أنّ هذا المدرج قد بُني إكراماً للإمبراطور مادريانوس الذي زار عمان سنة 130م، وكان يستخدم للعروض المسرحية والغنائية، بسبب جودة نظام الصوت فيه، ولا يزال تقام فيه عروض فنية عدة حتى اليوم.ويعتبر المسرح الروماني واحداً من أهم المعالم السياحية في الأردن، إلى جانب البتراء، كما يعدّ الأكبر في المنطقة العربية حتى اليوم.ويتسّع المسرح لستة آلاف متفرّج، وهو بذلك أكبر من المسرح الجنوبي في جرش الذي يتسّع لخمسة آلاف متفرج فقط، ويعتبر المسرح الروماني حتى يومنا هذا أكبر مسرح في الأردن على الإطلاق، وتقسّم فيه المدرجات إلى 44 صفاً، في ثلاث مجموعات رئيسية. كانت مجموعة الصفوف الأولى تستعمل لعلية القوم وكبار الشخصيات، بينما كانت مجموعات الصفوف الثانية والثالثة مخصصة لبقية الشعب.ويوجد بالمسرح غرف خلف منصة المسرح، يستعملها الفنانون لتغيير ملابسهم وللتحضير للظهور أمام الجمهور، كان يبلغ علو بناية منصة المسرح الأصلية نحو ثلاثة طوابق، وكان هناك معبد صغير في أعلى المسرح، منحوت في الصخر، كانت به تماثيل للآلهة الرومانية القديمة.ويوجد بالمسرح متحفان صغيران على جانبي المسرح، الأول هو متحف الحياة الشعبية ويحكي تطور حياة سكان الأردن واستعمالهم للأدوات والأثاث على مدى القرن السابق، وخاصةً حياة الريف والبدو، أما المتحف الثاني فهو متحف الأزياء الشعبية، ويتناول أزياء المدن الأردنية والفلسطينية التقليدية والحُلي وأدوات التزيين التي تستعملها النساء حتى اليوم.