المال ليس كل شيء.. بدائل تجعلك شغوفا بعملك أو دراستك
  • Posted on

المال ليس كل شيء.. بدائل تجعلك شغوفا بعملك أو دراستك

عند إجراء تجربة على مجموعتين من الأطفال يلعبون "البازل"، اتضح أن الأطفال الذين تم تحفيزهم بالمال، فقدوا حماسهم للعبة مقارنًة بالأطفال الذين استمتعوا باللعبة بدون مقابل. التفسير جاء في كتاب دانيال بينك“Drive: The Surprising Truth About What Motivates Us” :  جعلت المجموعة الأولى المال حافزا للعب، فإذا لم يجدوا المال فما الذي يدفعهم للعب؟ وفي المقابل فالمجموعة الثانية ظلت محافظة على حماسها الداخلي، لأنها تلعب حبا في اللعبة نفسها ولا تنتظر مقابلا. وهو ما دفع دانيال للقول بأنه عندما يصبح المال هو كل هدفنا، فإننا سنؤدي الأعمال بشكل سطحي، ولن نهتم بالجانب الإبداعي، حتى لو كنا نحب هذا العمل. حتى نصل لمرحلة الإبداع وتقديم شيء مختلف، فنحن بحاجة لدافع أكثر قيمة من المال ، شيء يضيف لحياتنا معنى، يجعلنا نستيقظ صباحا ونحن متحمسين للعمل والدراسة، وتعلم كل جديد وتطوير مهاراتك. إذن ما هي تلك العوامل التحفيزية التي تشكل بديلا عن المال في تشجيع الناس على النجاح والتطوير؟ الهدف ما هو الهدف الذي تعيش من أجله؟ سؤال سهل ممتنع إذا ما أجاب عليه المرء الإجابة الصحيحة، فإنه سيتحرك خطوات عديدة إلى الأمام، وبدونه تصبح الحياة فارغة من أي معنى. يقول دانيال إن من يشعرون بقيمة ما يفعلونه يصلون إلى أعلى درجات الإبداع والحماس في العمل، لأن ما يفعلونه له قيمة أكبر بكثير من جني الأموال آخر الشهر أو الحصول على درجات عالية في الامتحان. والإنسان بطبيعته لديه رغبة في إثبات نفسه والبحث عن هدف يعيش من أجله وإلا شعر أن الحياة سخيفة وليس لها أي جدوى، وهو ما يجعله متكاسلًا يشعر بالملل والفراغ ولا يستطيع حتى الاستمتاع بحياته. وهناك قول مأثور في علم تطوير الذات بأنه لا أحد يولد فاشلا أو عبقريا، فكلا الصفتين نصنعهما بأنفسنا. حصولك على الكثير من المال على سبيل المكافأة في عملك يمكن أن يجعل حياتك أسهل أو يجعلك موظفا جيدا، لكنه لن يحولك إلى شخص ناجح ومبدع. الإتقان لماذا يشعر الناس بصعوبة كبيرة في تعلم اللغات أو رياضة معينة، لأنه بالطبع يرى صعوبة بالغة في فعلها وأحيانا استحالة، وهو بطبعه لديه ميل للشعور بإتقان ما يفعله والتمكن منه. لذا يجب أن يسأل الإنسان نفسه عندما يجد صعوبة في إتقان ما يفعله سواء عمل أو دراسة.. هل أنا أكره ما أفعل أم لا أفهمه؟ الإجابة فيها الحل. دانيال بينك يقول: "يجب ألا تكون المهمة التي ستختارها سهلة للغاية فتشعر بالملل وتفقد الحماس أو تكون صعبة للغاية فتكره ما تفعله"، لذا عليك اختيار ما تريده بعناية حتى تصل إلى الإبداع والإتقان. الاستقلالية العالمان المتخصصان في علم النفسي إدوارد ديسي وريتشارد ريان، اكتشفا من خلال نظرية أن الموظفين الذين مُنحوا حرية اختيار في الأعمال التي يؤدونها، بالشكل والتخطيط الذي يريدونه، كانوا أكثر إنتاجية وإبداعا. لأن هؤلاء الموظفين شغوفين بما يفعلونه لذا فإنهم يشعرون بالفضول للتعمق أكثر ومعرفة المزيد، لأن مجال عملهم أو دراستهم هي لعبتهم المفضلة.