الكاتب عبدالله العلمي لروتانا :دافعت عن المرأة منذ صغري
  • Posted on

الكاتب عبدالله العلمي لروتانا :دافعت عن المرأة منذ صغري

من الكتّاب النادرين الذين رفعوا الصوت عالياً مطالبين بحقوق المرأة في السعودية، ووصل الأمر به حد أن يجاهر في كتاب خاص يطالب فيه بأن تمنح المرأة السعودية حقها في قيادة السيارة، وعرف بجراءته، فلم يترك باباً إلّا وطرقه بهدوء وحكمة، حتى وصل إلى مخاطبة المقام السامي وشخصيات تنفيذية في الدولة ومجلس الشورى، بالأمر. إنه الكاتب الاستثنائي عبدالله العلمي الذي التقته "روتانا" وتتعرّف معكم على تاريخه وفيما يفكر، وآخر مشاريعه الكتابية من خلال هذا الحوار الخاص. من عبدالله العلمي لو أراد أن يعرف نفسه للجمهور؟ أنا كاتب سعودي، ولي إصداران حالياً الأول بعنوان "متى تقود السعودية السيارة؟"، والآخر "امرأة خارجة عن الأعراف"، وأنا حاصل على بكالوريوس في الإدارة والاقتصاد، وأكتب في صحف سعودية وخليجية عدة، وحالياً أكتب في صحيفة "العرب" بنسختها التي تصدر في لندن، وأقيم حالياً في البحرين. بما أنك مدافع عن المرأة وحقوقها، فماذا تمثّل المرأة في حياتك؟ كنت ومنذ سن الست سنوات، بحسب كلام والدي رحمه الله، أطالب بحقوق المرأة من خلال كلمات طفولية كنت أقولها، وبعد ذلك وحتى الآن لا أحبذ بالمطلق أن تتعامل المرأة بسوء، لا لفظياً ولا جسدياً أو نفسياً، وأرفض كل أنواع التعنيف ضدها وكذلك منعها من ممارسة حقوقها، هذا هو توجهي. كيف فكّرت في إصدار هذا الكتاب؟ بدأت الكتاب في العام 2011 وكنت وقتها قد طرحت الأمر على مجلس الشورى الذي هو السلطة التشريعية في السعودية، ومن ثم رفعت خطاباً للمقام السامي حول الأمر، وبدأت أتحدث عن الموضوع في وسائل الإعلام، خاصة القنوات السعودية. علامَ بنيت خطابك للمقام السامي حول الأمر؟ بنيته على تبيان الإيجابيات في قيادة المرأة للسيارة في المملكة، ورفعت خطابي في رمضان 1432هـ "أغسطس 2011م". ما إيجابيات قيادة المرأة السيارة كما تراها؟ هناك إيجابيات اجتماعية وأخرى أمنية وثالثة اقتصادية وقد بيّنتها كلها في كتابي. ما الدافع المباشر لهذا الموضوع؟ في عام 1990م خرجت سيدات سعوديات لقيادة السيارة في الرياض وترتّب على ذلك مشكلات كثيرة ومنها اتهام بعض المتشدّدين للسيدات بالتبرّج والسفور بجانب سلبيات أخرى تعرّضن لها، وقد بنيت فكرتي على ضرورة مساعدة المرأة في الحصول على كامل حقوقها، ومن بينها حقها المشروع في حرية التنقّل ولكن بدون الخروج على أنظمة الدولة. ألم تخشَ ردود فعل عنيفة على مبادرتك وكتابك؟ بنيت كل شيء على قابلية السلطات التنفيذية والتشريعية لتحقيق ذلك، فهناك تصريح للأمير أحمد بن عبدالعزيز الذي كان نائباً لوزير الداخلية حينها بتاريخ 25 مايو 2011م، يقول فيه: "هناك نظام يمنع قيادة المرأة للسيارة في المملكة صادر منذ عام 1411هـ، ونحن معنيون بتطبيق هذا النظام"، مضيفاً: "إنّ من حق الناس أن يطالبوا بقيادة المرأة للسيارة"، وقد قرأت هذا التصريح على أنه مؤشّر إيجابي ومشجع، كما صرّح الأمير أحمد بن عبدالعزيز لاحقاً بأن المنع بالنسبة للوزارة لا يزال سارياً. كذلك نشرت صحيفة "الحياة" بتاريخ 2 مايو 2012م تصريحاً لوزير العدل السابق الدكتور محمد العيسى عن قيادة المرأة في السعودية، أنه لا يوجد شيء في الشريعة الإسلامية يمنع المرأة من قيادة السيارة، لكن ذلك يخالف الأعراف ورأي الغالبية في السعودية. كيف تختصر الأمر إنسانياً؟ إنسانياً، من حق المرأة الحصول على كامل حقوقها بما في ذلك حقها في حرية التنقّل، أو تستطيع القول إنني مع إنصاف المرأة في كافة مجالات الحياة بما هو حق مشروع لها. هل قرأت بوادر إيجابية بعد كتابك وحملتك في هذا الشأن؟ علمت أن الموضوع في مرحلة الدراسة حالياً، وربما يحتاج إلى وقت ليصبح أمراً واقعاً، خاصة أن بياناً صدر في وقت سابق عن وزارة الداخلية يؤكد أن المنع ما زال سارياً. ما شعورك في الفترة الحالية تجاه التصريحات الأخيرة؟ حالياً لا شيء إيجابي، لكن ليس هناك ما يدعو للإحباط، فالتوصيات موجودة في مجلس الشورى السعودي، وآمل أن يتم السماح للمرأة بالقيادة في السعودية في المستقبل القريب. ماذا عن مشاريعك الأخرى التي تعمل عليها تأليفاً وبحثاً؟ أعمل على وضع كتاب يتناول الأطماع الإيرانية في الخليج العربي، وأتوقع إصداره في نهاية العام 2016 .