القراءة.. تمنحك أعماراً وتجنّبك الكآبة
  • Posted on

القراءة.. تمنحك أعماراً وتجنّبك الكآبة

"اقرأ".. أول كلمة وجهها الله، سبحانه وتعالى، لسيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، وضح بها أهمية وفضل القراءة في حياتنا، فهي وسيلة نقل ثمرات العقل البشري، ومن الأمور التي يجب ألا نغفل عنها أبداً، وكما قال عنها الأديب المصري عباس محمود العقاد: "القراءة تضيف إلى عمر الإنسان أعماراً أخرى"، هي أعمار العلماء والكتاب والمفكرين والفلاسفة الذين نقرأ لهم.وفضلاً عن كونها وسيلة لزيادة المعارف واكتساب المهارات، فقد كشفت الأبحاث والدراسات التي أجريت مؤخراً عن وجود فوائد أخرى للقراءة في مكافحة الأمراض وكذلك في تمكين الإنسان من الحياة بشكل أفضل، وربما من أهم تلك الأبحاث بحث أجرته الأكاديمية الوطنية للعلوم الأمريكية في عام 2001 والتي تشير إلى أن الأفراد المنخرطين في عادات يستخدم فيها العقل كالقراءة يكونون أقل عرضة للإصابة بالزهايمر، وهو ما يعطي أبعاداً جديدة في العلاقة مع القراءة والكتاب.ولعل سلوك الأفراد مرتبط ارتباطاً وثيقًا بعملية القراءة، فلقد توصلت دراسة بريطانية حديثة إلى أن القراءة تحسن من سلوك الفرد وتجعله أكثر لطفاً، كما رأت دراسة أخرى أجرتها مؤخراً منظمة "وكالة القراءة" البريطانية أن الكتب الجيدة، إضافة إلى أنها تخلق شعوراً بالرضا، فإنها تزيد من الفهم والتعاطف وتجعل القارئ أكثر لطفاً وتهذيباً، ولاحظت الدراسة أن الكتب ذات المحتوى الجيد، تعرف الفرّد على أشياء مفيدة كثيرة، وبمقارنة القارئ لنفسه ببطل القصة يمكنه أن يحدد صفاته الشخصية.كما بينت الدراسة أن الذين يقرأون بانتظام يسهل عليهم التعامل مع المشاكل الحياتية، وينامون بشكل أفضل، ونادراً ما يصابون بالكآبة. أما فيما يخص الأطفال، فإن الذين يقرأون منهم بكثرة، يسهل عليهم التعامل مع أقرانهم، وهم أقل ارتباطاً بالأجهزة الإلكترونية المنتشرة حالياً. وهذا ما اتضح من نتائج تجربة أجريت في ألمانيا، اشترك فيها أطفال تتراوح أعمارهم بين ( 7 – 9 سنوات) يقرأون أكثر من البرامج المدرسية المقررة.ويوضح الدكتور حسام عقل، أستاذ البلاغة بجامعة عين شمس، أن سلوك الأفراد هو حصيلة تفاعلهم مع البيئة المحيطة بهم، فإذا كانت البيئة المحيطة بالإنسان مثقفة مطلعة، فإنها تنقله من مستنقع الجهل والظلام إلى النور والعلم وتؤثر في صفاته، فكلما تنوعت قراءاته وتعمقت، تحسنت سلوكياته، وتطورت معارفه عبر فترات حياته، مشيراً إلى أن إهمال القراءة يؤدي إلى العديد من السلوكيات غير السليمة، فضلاً عن إفراز أفراد لا يملكون القدرة على إدراك وتحليل وفهم الأمور بشكل صحيح. القراءة في الوطن العربي قاتمة هكذا وصف "عقل" مستوى القراءة في الوطن العربي، مؤكداً أن الغالبية الآن أصبحت تبحث عن الثقافة غير المجدية، مثل حفظ الأغاني، ومتابعة الأفلام والمسلسلات، وأصبح هناك نوع من الخمول والإهمال تجاه القراءة، ما ينذر بعواقب وخيمة على مستقبل الأجيال القادمة، وسلوكهم الذي تلعب القراءة الدور الأبرز في تحسينه.